منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:25

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً


السلسلة الأخلاقية

وقفات أخلاقية

الحلقة الأولى

بقلم الشيخ
حبيب السعيدي
13 51425

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
كتبت هذه الحروف البسيطة من باب التذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وحسب ما عرفت وقد رأيت من يدس السم في العسل ويسقي المؤمنين تاركاً القرآن وأهل البيت (ع) والمطلوب هو الانطلاق من الثقلين لا غير فان الغير هو باطل بعينه وما بعد الحق إلا الضلال المبين وهذه كلمات يسيرة ارجو من الله تعالى بلطفه الخفي وبأحق واعز الخلق عليه محمد وال محمد الطاهرين ان ينفعني بها وينفع أخواني المؤمنين طالبي الحق والفطرة الصحيحة وبدون تكلف وموجود من هو كلامه أحلى من العسل وقلبه أمر من الحنظل . أو يعطيك من طرف لسانه حلاوة … ويروغ منك كما يروغ الثعلب بغض النظر إلى الشكل والمظهر الخارجي وهذا هو النفاق بعينه والعياذ بالله تعالى فأرجو وأطلب من الله أن يكون قولنا وعملنا سواء ولا يكون في القول فضل على العمل وأن يجعلنا مع الصادقين مع محمد واله الطاهرين .


الشيخ
حبيب السعيدي


الإهداء

إلى الكوكب الدري

إلى خامل الـذكـــر وأمل أهل الذكر

إلى أصغر أهل البيت سناً ، وأجملهم شخصاً ، وأوسعهم كفاً

أهدي هذه الحروف إلى سيدي ومولاي بقية الله في أرضه

وكلي تقصير وأرجو منه القبول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، مالك الملك ،مجري الفلك ، مسخر الرياح، فالق الإصباح ، ديان الدين ، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض و عمارها ، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة ،يأمن من ركبها ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق .


الهدف السامي للإنسان

خلق الإنسان من اجل هدف سامٍ وكبير جداً ، وهذا الهدف هو معرفة المنعم الحقيقي ، والمعرفة هي التي يترتب علها العمل ، لان الإنسان إذا عرف شيء بقيمته يسعى إليه بقدر معرفته به . مثلاً إذا كان يعرف مكان كنـز من ذهب في موضع كذا ، وكنـز من قير في موضع كذا ، فإذا كان الإنسان طالباً للمال يكون سعيه لكنـز الذهب أكثر بكثير من السعي نحو كنـز القير لأنه يعرف قيمة الذهب أغلى وأسمى من قيمة القير . فيسعى نحو الذهب بقدر معرفته له .

وفي الحديث القدسي :
( كنت كنـزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ) .
وقال تعالى :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )(الذريات:56)

والعبادة لا تكون إلا بالمعرفة . إذن الله عز وجل خلقنا من أجل أن نعرفه ولهذه المعرفة عدة طرق من المعرفة من خلال النفس :
( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) .

ومن خلال الآيات الأفاقية
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )(فصلت: 53)


وقال تعالى :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
(آل عمران:190) .


وقال تعالى :

( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم)
(الأنعام : 153) .


وعن أهل بيت العصمة (ع) إن الصراط الذي أمر الله تعالى به هو أمير المؤمنين (ع) . وقال تعالى :
( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)( الرعد: 7 )


فالمنذر رسول الله (ص) والهادي هو أمير المؤمنين (ع) الهادي إلى الصراط المستقيم . والهادي والصراط بعد أمير المؤمنين (ع) هو الإمام الحسن (ع) ومن بعده الإمام الحسين (ع) .

فقد ورد عنهم عليهم السلام ما معناه :

( إن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر فكما جرى على أولنا يجري على آخرنا ) .

والصراط في زماننا والهادي وحبل الله المتين هو الإمام القائم (ع) :
( إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ )(آل عمران: 112) .


ذلك الإمام المظلوم المنسي ، المنسي ، المنسي ،الخامل الذكر ، ولي الله الأعظم محمد ابن الحسن العسكري {عليه السلام} الذي هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا ويعرفنا بالله تعالى . والله تعالى يقول ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة)(المائدة:35)

فالوسيلة هم آل محمد {عليهم السلام} والإمام المهدي {عليه السلام} . الآن ممثل الله في الأرض وهو واسطة الفيض الإلهي إلى جميع المخلوقات ففي الزيارة الجامعة الكبيرة :

( السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على المخلصين في طاعة الله ،السلام على الأدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله عز وجل )



فكل مقطوعة من هذه الزيارة تحتاج إلى وقفة وتدبر . فهذه الصفات كلها متمثلة بسيدنا ومولانا ولي العصر أرواحنا له الفداء .

الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty رد: السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:29

تيه بني إسرائيل

قال تعالى :

( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه )(الأنبياء: 87) .

فأن يونس {عليه السلام} ترك قومه وذهب مغاضباً عدة أيام وتوعد قومه بنـزول العذاب بعد غيابه عنهم ، فلما رأوا علامات العذاب أقبلت عليهم تابوا إلى الله وطلبوا نبيهم بصدق فلم يجدوه ، ثم لجأوا لله تعالى وتضرعوا إليه فرفع عنه العذاب وعاد إليهم يونس {عليه السلام} .

فأنظر إلى الفارق بين أمة يونس وأمة المهدي {عليه السلام} الذي غاب عنهم إمامهم كل هذه المدة .

( لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطأكم بني إسرائيل ) .

فيونس {عليه السلام} غاب أيام معدودة والإمام المهدي {عليه السلام} غاب مئات السنين ، ويونس {عليه السلام} نبي من أنبياء بني إسرائيل وأفضل منه عيسى {عليه السلام} لأنه من أولي العزم الخمسة {عليهم السلام}، وعيسى يصلي خلف ولي العصر محمد بن الحسن العسكري {عليه السلام}، وقوم يونس قلة قليلة مائة ألف أو يزيدون . والأمة الإسلامية تزيد على مليار مسلم ، وقوم يونس أستاذهم ومعلمهم هو {عليه السلام}، وأمة محمد (ص) أستاذهم ومعلمهم محمد (ص) ، فعلمهم أكثر من باقي الأمم بفضل محمد وآل محمد (ص). ومع كل هذه المفاضلة ألا تعمل هذه الأمة كما عمل قوم يونس {عليه السلام} ويطلبون إمامهم بصدق وإخلاص من اجل الوصول إلى الصراط المستقيم . فالأمة في تيه وضلال وهم لا يشعرون كما اخبر رسول الله (ص) بذلك ما معناه :
( تتيه أمتي كما تاهوا بنو إسرائيل ).


وبنو إسرائيل تاهوا بسبب عدم طاعتهم لأوامر موسى {عليه السلام} وكان مدة تيههم أربعين سنة ، وأمة محمد (ص) وعلي والمهدي عليهما السلام ، كما ترون كم هم تائهون عن إمامهم . وفوق كل هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا .

قال تعالى

( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(الكهف103-104)

عن يونس بن ضبيان قال سمعت أبا عبد الله {عليه السلام} يقول : قال رسول الله (ص) :

( إن الله عز وجل قال : ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية ، أبيَّ تفترون أم عليَّ فتجترؤن فبي حلفت لأمتحنهم بفتنة تترك الحكيم منهم حيراناً ) البرهان ج1 ص274 .

روي سعد بن ظريف عن أبي جعفر الباقر {عليه السلام} قول رسول الله (ص) :

( من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت موتة تشبه موتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول علياً وليوالي وليه وليقتدي بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، اللهم ارزقهم فهمي وعلمي وويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنالهم شفاعتي ) .

فكل من يسمع هذا الحديث أو يقرأه يقول أنا أتولى علياً والأئمة من بعده {عليه السلام} ، فلنقف قليلاً إذا كانت الأمة توالي الإمام المفترض الطاعة ، يعني تطيع أوامره ونواهيه ، فبذلك تكون الأمة أولياء لله وللإمام {عليه السلام} وإذا كانوا كذلك أحبهم الله والإمام وإذا أحبهم الله فهل يحجب عنهم وليه . إذن الأمة لا تستحق أن ترى الإمام وتنتفع بقيادته إلى شاطئ النجاة بسبب الذنوب وعدم الامتثال لأوامر الله تعالى وحجته على خلقه .

فعلى الأمة الإسلامية أن تفيق وتنتبه وتطلب إمامها بصدق نية وصفاء سريرة وتتضرع إلى الله الواحد القهار الرؤوف الرحيم وبحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومين والإمام المهدي المظلوم عليهم جميعاً سلام الله ، وتطلب من الله تعالى ليلاً ونهاراً ، مساءا وصباحا ، وفي دبر كل صلاة وفي كل وقت . ولكن مع الأسف الشديد على المتدينين فضلاً عن غيرهم يطالبون ويصرخون باستمرار إلى الآن بالانتخابات من اجل قيادتهم ، ولا كأن لهم إماماً غائباً وهو قائدهم الإلهي ، ولا يندبونه ويطلبون تعجيل فرجه من الله تعالى ولا يمهدون له مكانه ومنصبه الذي سلب منه . ومن آبائه على مر العصور ، ولم يلتفتوا إلى مظلوميته .

عن الإمام الصادق {عليه السلام}

( أوصى الله تعالى إلى إبراهيم {عليه السلام} انه سيولد لسارة فقالت ( ألد وأنا عجوز ) فأوحى إليه إنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام عليّ . قال : فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق {عليه السلام} : هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فأما إذا لم تكونوا فأن الأمر ينتهي إلى منتهاه ). إلزام الناصب ج1 ص415 ط1 .
الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty رد: السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:37

القرآن يحث على التكامل



قال تعالى :- ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (محمد:24).

وقال تعالى :- ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً )(النساء:82)

وقال تعالى :- ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )(صّ:29) .

وبالطبع إن الإنسان خلق من مادة والمادة بطبعها تخلد إلى الأرض ، وبعد أن تخلط الروح مع المادة ) (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)(الحجر: 29) .

تتقيد الروح ولا تكون لها الحرية الكاملة في العلو والرفعة والمعرفة ، والإنسان بطبعه وفطرته التي فطره الله عليها يحب الكمال ، وهذه غريزة أودعها الله تعالى فيه ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) (الروم: 30).

وروي عن رسول الله (ص) ما معناه :

( كل مولود على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ) .

إذن فعلى الإنسان أن يتفكر في نفسه وفي المخلوقات التي حوله وفي السماوات والأرض ، ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )(آل عمران:190)

( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(الجاثـية:13) .

ويسأل نفسه ويتسائل مع غيره لماذا هذا الخلق والإيجاد .

قال تعالى ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )(المؤمنون:115) .

وعليه بعد التوكل على الله تعالى أن يُجّد بطلب الطرق إلى الوصول إلى الهدف الذي خلق من اجله :

( اللهم صلّ على محمد ، واكفني ما يشغلني الاهتمام به ، واستعملني بما تسألني غداً عنه ، وأستفرغ إياي فيما خلقتني له )
دعاء مكارم الأخلاق الصحيفة السجادية .


وطرق الوصول إلى الله سبحانه وتعالى في الحديث عن أهل بيت العصمة {عليهم السلام} ( بعدد أنفاس الخلائق ) فإذا كان هذا الكم الهائل من الطرق الموصلة الى الله فكم نحن عميان وكم هي الغفلة التي نحن مستغرقين فيها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

فعلى الإنسان أن يطلب هذه الطرق وهي ليست ببعيدة عنه ولكن الإنسان هو مبتعد عنها بسبب تلوثه بقاذورات المادة وتجاهله للروح وعالم الغيب التي هي أساس وجوده في هذا العالم والعالم الآخر .

التمسك بالثقلين

حث الرسول الأكرم محمد (ص) وأهل بيته حثاً شديداً على التمسك بالثقلين وهم القرآن والعترة الطاهرة ، والعمل بما أمروا به والكف عن ما نهوا عنه ، قال رسول الله (ص) :

( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ) .

وقال مولانا الصادق {عليه السلام} :
( الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة ) .


وقال الصادق {عليه السلام} :

( إنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء فيعرفونهم ) .

نفهم من تلك الأحاديث إن أحد الثقلين لا ينفك عن الآخر ، فالقرآن من غير الإمام الحجة المعصوم لا يتم نفعه . في الحديث ما معناه
( أن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ) .


وإمام بدون قرآن أيضاً لا يتم نفعه … فهم أي الثقلين أيضاً لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله (ص) . فالأمة إذا ضلت وتاهت وأخذت تتخبط فهي غير متمسكة بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة ، وإلا إذا كانت متمسكة لما ضلت وافترقت وأصبحت فريسة للأعداء .

ومن رحمة الله لهذه الأمة هي رعاية الإمام المهدي {عليه السلام} لها مع عصيانها وتمردها عليه لأنه {عليه السلام} رحمة للناس ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )(الأنبياء:107) .

صحيح هذه الآية تخص الرسول الكريم (ص) ولكن هم يقولون ما معناه : ( إن القرآن يجري على آخرنا كما يجري على أولنا ) ، والإمام القائم {عليه السلام} الآن في مقام جده المصطفى (ص) ورحمة محمد (ص) متمثلة في ولده {عليه السلام} والفيوضات الإلهية تأتي عن طريق الإمام المعصوم في كل زمان ولولاه لما رزقت المخلوقات سواء كانت الأرزاق مادية أو معنوية .

ومن الممكن أن تخرج فرع من هذه الرحمة التي عند الإمام {عليه السلام} إلى هذه الأمة كما خرج الأئمة {عليهم السلام} من رسول الله (ص) . وهذا ليس من المستحيل ، بل هو من مقتضى الرحمة والعطاء الإلهي الذي يحتاج إلى شكر كثير لله سبحانه وتعالى .

فمن الممكن أن يرسل إمامنا الغائب رسولاً قبل قيامه يمهد له ويبين للناس الصراط المستقيم ، وليس شرطاً أن يكون هذا الرسول على ما تحب الناس وتهوى . فقديماً اعترض الناس على رسول الله محمد (ص) حيث قالت قريش
( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )(الزخرف:31)


فانظروا إلى قريش تريد أن تكون هي التي تعين الرسول وتريد أن تأتي الرسالة عن طريق رؤسائهم وأغنيائهم ووجهائهم فسبحان الله التاريخ يعيد نفسه من جديد ، قال تعالى :

( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ )(البقرة: 87) .

وهكذا كان بنو إسرائيل يريدون أن يكون النبي الخاتم (ص) منهم وإلا فلا يتبعونه ولا يوالونه وهكذا سنن التاريخ وكما اخبر الله تعالى :
( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً )(فاطر: 43) .


فقريش العصر الآن يقولون نفس قول قريش الأولى ، لماذا لم يرسل الإمام المهدي {عليه السلام} رسولاً من العلماء والمجتهدين أو المعروفين من أصحاب المناصب الدنيوية التافهة العفنة وكأنهم لا يقرؤون القرآن حين قال :
( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )(الحجرات: 6) .


هذا إذا كان فاسقاً والعياذ بالله ، يأمرنا الله تعالى بعدم تكذيبه بدون تبين وباستعجال ، وعلينا أن نتحقق من هذا النبأ . ألا يصنعون كما صنعت الدلفاء بنت أحد رؤساء العشائر العربية عندما أَرسل رسول الله (ص) جويبر ذلك الرجل الفقير إلى أبي الدلفاء وأمره أن يزوج الدلفاء من جويبر فأبى أبوها ذلك وكذلك عشيرتها لم تقبل بذلك وقالوا له إن رسول الله لا يقبل أن تتزوج بنت كبار القوم من رجل فقير مثلك فأنت كاذب بادعائك إنك رسول من محمد (ص) فاعترضت الدلفاء على أبيها وعشيرتها وقالت لأبيها إذا كنت شاكاً في صدق الرجل فابعث إلى رسول الله وتأكد من صدقه فليس من اللائق أن نرد رسول النبي محمد (ص) من دون تأكد ، فذهب أبوها بنفسه للرسول محمد (ص) وأمره الرسول أن يزوج ابنته الدلفاء من جويبر فامتثل لأمر الرسول محمد (ص) وتزوجت الدلفاء من جويبر .

فإن احترامكم لأي خبر من جهة الإمام المهدي {عليه السلام} هو احترام للإمام نفسه . فهل من الأخلاق مواجهتكم لشخص بالتكذيب والتشنيع عليه وهو يقول لكم إني رسول من الإمام المهدي إليكم وبالتالي فهذا الموقف ليس غريباً على من قرأ التاريخ وأحوال الأمم السابقة أو قرأ وصف أهل البيت لحال الناس عند قيام الإمام المهدي {عليه السلام} .

·عن الإمام الصادق {عليه السلام} :-

( ….ثم يهز الراية ( أي الإمام المهدي ) فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها ، وهي راية رسول الله (ص) نزل بها جبرائيل يوم بدر …)
غيبة النعماني ص320 .


فيجب علينا أن نكون أحراراً في معرفة عقيدتنا وان نسعى في طلب العلم الحقيقي لا علم القشور والكلمات المزخرفة والرنانة والمختارة للغو ،فلننهل من العين الصافية الروية من اجل أن نروي عطش أكبادنا وأرواحنا ونترك تعلقاتنا الصنمية حتى لا نكون كمن اتخذ إلهه هواه . وإذا تركنا هذا الهوى يعبث بأرواحنا تندثر وتكون مع البهائم وأرذل بكثير :
( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً )(الفرقان: 44) .


وهل من المعقول أن يعمل العاقل على أن يجعل هذه الروح العالية وهي من عالم الملكوت ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي )(الحجر: 29) .

التي أودعها الله تعالى عندنا لكي نرقى بها ونصل إلى مصاف الملائكة وأكثر لان الإنسان له قابليات وطاقات هائلة بفضل من الله تعالى :

(صوركم فأحسن صوركم ) .

( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )(التين:4) .

وقال رسول الله محمد (ص) ما معناه :

( خلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ، ثم قال تعالى( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا )(الأعراف: 179)وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) .

وما ينسب إلى أمير المؤمنين {عليه السلام} :
بني أن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل رزية في ماله وإذا أصيب بـدينـه لم يشعـر
الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty رد: السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:41

الإختيارلله أم للناس

يجب على كل صاحب بصيرة أن يحرص على نعمة الفطرة الإلهية ويزكيها لا أن يدسها برذائل الأخلاق ، فالله خلقنا لكي نسعد بمعرفتنا له سبحانه وتوحيده التوحيد الحقيقي الذي جاء عن أهل بيت العصمة {عليه السلام} أو من يقوم مقامهم ، ولا يجعل هواه هو القائد له ، فمعظم رغبات وميول الإنسان حيوانية قال تعالى
( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوك ) (الأنعام: 116)


فترى اغلب الناس لا يتحملون الحق أو يتحملونه إذا كان يصدر من جهة هم يحبونها ويوالونها ، أما إذا جاءهم الحق من جهة هم يستصغرونها فتراهم لا يقبلون ذلك الحق ، ألم يقرءوا قوله تعالى :
( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (الأنعام: 124) .

وقوله تعالى :
( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ) (الزخرف: 32) .


وقول أهل البيت {عليه السلام} : ( ربما أشعث اغبر لو اقسم على الله لأبر قسمه ) .

وقولهم أيضاً

(إن الله أخفى أولياءه في خلقه فلا تحتقر أحداً من خلقه عسى أن يكون ولياً من أوليائه) .

وهل من حق الناس أن ينصبوا أولياء الله تعالى أو اختيارهم ، فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا :
( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (النساء:54)


فعلينا أجمع نحن أهل الأنا والحسد والحقد ومختلف الرذائل أن نتطهر ، من رذائل الأخلاق والتحلي بالأخلاق الحسنة التي أمرنا بها وأنى يكون ذلك إلا بالعلم والعمل والإخلاص ، لا بالخداع والمكر والتظاهر بالتدين فيكون حالنا حال القبر المزخرف ظاهرة وباطنه جيفة ، وان يكون أحدنا إنساناً حقيقياً لا ذئباً ضارياً ( هم ذئاب وعليهم ثياب كلامهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الحنظل ) .

ونحن في هذا الزمان كما ترون كم وكم انخدعنا بأشخاص بعنوان الدين ولا حاجة إلى ذكر مواقفهم والكل يعرف ذلك ولكن يسدل عليه الستار وسوف تُسألون عن عدم محاربتكم لهذا الفساد الخفي الجارف وسوف تُسألون عن كتمان الشهادة يوم الإشهاد .

فتراهم يقترفون معظم الرذائل التي لا تحصى ولا يتأدبون بآداب الشريعة المقدسة بل يجعلون على أعمالهم القبيحة ثوب وهالة من القدسية ويجندون لها المئات من عبيدهم العميان عن معرفة الحقيقة التي لا تخفى على كل ذي بصيرة قال تعالى :
( لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (الحج: 46) .


فلماذا نحرم أنفسنا من بركة وهدى الثقلين ونحن بأمس الحاجة لهما ، بل كثير من المسلمين يميلون إلى تقليد الغرب الكافر ، فحالنا اليوم مزري ومخزي إلى ابعد الحدود كالذي بيده الماء وهو يموت عطشاً ، فهذه الشريعة بين أيدينا من تراث وعترة وبقية آل محمد فلماذا لا نشرب من عينها الصافية ومعينها العذب حتى نحيي قلوبنا الميتة . لا أن نأخذ ديننا من أفواه الرجال ، فعنهم {عليه السلام} ما معناه :

( من اخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من القرآن والسنة زوال الجبال أيسر من زوال دينه ) البرهان ج1 .

فعلينا أن نبحث عن ديننا بأنفسنا لا أن نتكل على الآخرين ، وقد جربنا مرات ومرات فظهر زيف الذين يقولون ( كيت وكيت ) وأخفوا علينا الحق خوفا على مناصبهم مراكزهم الدينية أو الاجتماعية ، مثل الكذب على كثير من العلماء والمؤمنين وأرادوا دفن الحق ، ولكن هل يستطيعون ؟ لا وألف لا .

والآن وبكل وقاحة يكذبون من يلتقي بالإمام المهدي {عليه السلام} :

(( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) (التوبة:32) .

إن لم تصدقوا طوعا فما بقي لكم إلا السيف أو أن تؤمنوا تحت ظل السيف فتكونون طلقاء العصر .

فإذا جاءكم هذا الرجل - رسول الإمام المهدي السيد احمد الحسن - بالرحمة والرأفة وانتم تستهزؤن به فماذا تريدون بعد الرحمة والرأفة أليس هو العذاب على من كذب . وكذلك سنن الذين من قبلكم .

ففي الحديث عن أهل بيت العصمة {عليه السلام} ما معناه في آخر الزمان !

(( يكذب الصادق ويصدق الكاذب ويقرب الماحل )) يوم الخلاص

(( لا يكون شيء أخفى من الحق ولا اظهر من الباطل )) البرهان ج1

(( ترون المعروف منكرا والمنكر معروفا )) الوسائل

(( تكون الناس كالبهائم ))

(( وحتى يكاد لا يرى عاقل )) . البرهان ج1

وفي الحقيقة الآن من يقول الحق والصدق يتهم بالكفر والسحر والجنون ، فكل شيء معروف عند الناس إلا الحق فأنهم يرونه باطلا !!! والحق عندهم فقط ما يصب في صالحهم ويوافق رغبتهم . فان أحدهم إذا مرض جسديا تراه تقوم قيامته ولا يترك طبيباً أو سبيلاً إلا وسلكه من اجل هذا الجسد المادي الذي يتلاشى بعد فترة قليلة ، ولا يلتفت إلى روحه وهي مصابة بمرض يفوق بكثير المرض الجسدي

(( اللهم إنا نسألك المعافاة في الأديان كما نسألك المعافاة في الأبدان )) .

وهذه الروح باقية دائما إلا ما شاء الله بعكس الجسد المادي ، فما لنا لا نعقل ونقف ونتفكر ونستدرك الموقف قبل فوات الأوان ، وما دمنا في فسحة من الأجل ، وما زال النفس يصعد وينزل وأبواب الرحمة الإلهية مفتوحة ليل ونهار في كل وقت واوان ، وعلينا أن نسرع إلى العلاج والدواء وهو في كتاب الله تعالى وكلام أهل البيت {عليه السلام} التي تشفي كل مرض وعاهة ، عن الرسول محمد (ص) ما معناه :

(( إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل صادق ومن جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة )) مكارم الأخلاق .

فهذا رسول الله (ص) يحثنا على التمسك بالقرآن لعلمه بالفتن وأمراض آخر الزمان وانحرافاتهم قال تعالى
(( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ))
(الإسراء:82) .
الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty رد: السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:48

السعادة من القرآن لا من غيره



كثير من الناس قد أغتر بالتطور المادي التافه والدعايات الكاذبة البراقة التي ليس لها حقيقة ، والحقيقة الغرب في قمة التطور المادي ولكنهم في قمة المرض النفسي ولا يجدون لأمراضهم النفسية دواء ولن يجدوا أبداً ما لم يدخلوا في الإسلام المحمدي الصحيح وقد فعل كثير منهم ذلك . قال رسول الله (ص) ما معناه :
(( إن القلوب لتصدأ وجلاؤها القرآن )) .


وقال أيضاً

(( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )) .

فلماذا الأمة الآن قد افترقت واختلفت وأصبحت طرائق وطوائف يكذب بعضها البعض الآخر . لأنها وبصراحة تركت وصية الرسول محمد (ص) بالثقلين وعمل كل حسب مصلحته وهواه . وإلا إذا كانت متمسكة بالقرآن والعترة الطاهرة لما أصبحت بهذه الحالة المبكية . ولربما يسأل سائل ويقول أما ترى الأمة الإسلامية تتلوا القرآن ليل نهار وتهتم بطبعه وتحسينه . أقول : ولكن أين العمل به ، وكل عمل له ثمار ، فأين ثمار العمل بالقرآن فالبلاد الإسلامية كلها محتلة من كل الجهات في الأرض والسماء والبحر والفكر والسياسة والاقتصاد وكل شيء . ولو عمل المسلمون بما في القرآن لما حل بهم ما حل ولما استذلهم الكفار
( لتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )


أي العمل بما جاء في القرآن الكريم

( أو ليسلطن عليكم شرار الناس ، فيدعوا خياركم ، فلا يستجاب لكم ) .

ارجعوا إلى كتاب الله تعالى وتدبروا فيه قال تعالى
(( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) .


والبعض يقول لشدة غبائه وعدم فهمه للقرآن نحن الآن في تطور وتقدم حضاري والقرآن لا يوافق هذا التقدم العلمي . فنقول إن القرآن حي لا يموت ولكن انتم الموتى والقرآن يجري مجرى الشمس والقمر ولا ينقطع ما دامت السماوات والأرض كما ورد عن أهل البيت {عليه السلام} .

ثم الذي يسمونه تطور قد تسبب في انحدار البشرية نحو الهاوية اللاأخلاقية وتسبب في إثارة آلاف المشاكل الاجتماعية . فدور الرعاية قد امتلأت من أولاد الزنا والعوائل أمست تقضي كل وقتها في متابعة الأفلام والبرامج الخليعة فالأخت لا تستحي من أخيها والأخ لا يغار على أخته والطفل منذ بداية نموه يفتح عينيه على هذه الفضائح ويتربى عليها ولها .

فالحياة السعيدة لا تكون بتقنية الأجهزة وألوان الأطعمة والأشربة ، بل بصفاء الروح الإيمانية والسير نحو التكامل الأخلاقي الذي نتيجته عبادة الله العبادة الحقيقية قال تعالى :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) .


لا ليأكلون ويلعبون ويفسقون كما فسق الغرب وفقد أخلاقه إذا كانت عنده أخلاق .

فالأرض الآن غابة حيوانات القوي يأكل الضعيف وأصبح الناس إماماً للقرآن وليس القرآن إمامهم ويعطفون القرآن على الهوى والرأي . كما اخبر بذلك أمير المؤمنين {عليه السلام} فلا يصلحهم يومئذ إلا الإمام المهدي {عليه السلام} حين يقوم بالسيف ويستأصل المنحرفين والمتسترين بالدين الذين فرقوا الأمة أحزاباً ، كل حزب بما لديهم فرحون . فيعطف بابي وأمي الهوى على القرآن ويصبح القرآن هو الإمام والدستور الوحيد لا غيره من الأصنام البشرية والتي لا تضر ولا تنفع .

فالسعادة الحقيقية هي تطبيق الأحكام الإلهية قال تعالى :

( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96) .

وقال تعالى :
( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) (الجـن:16) .


فالقرآن فيه تبيان كل شيء ودواء كل داء ولكن كيف ينفع الدواء إذا لم يكن هناك طبيب ماهر قد اتعب نفسه واخلص لربه في معرفة الداء والدواء فنحن قد انغمسنا في الرذائل وابتعدنا عن الفضائل واتبعنا أهواءنا وآراءنا وتركنا القرآن وراء ظهورنا . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

إن الله مع المحسنين

الفيوضات الإلهية تصب وتمطر ليل نهار وبدون انقطاع ( يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله ) ، ولكن أواني قلوبنا منكوسة ، فما علينا إلا أن ننتبه من هذا النوم العميق والسبات الطويل ، ونقلب أواني قلوبنا بالشكل الصحيح وننظفها ونطهرها من القاذورات والنجاسات حتى تمتلئ من مطر الفيض الإلهي قال تعالى :

( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17) .

وقال تعالى :

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) .

الظاهر من الآية أمرين أو معنيين الأول الجهاد الأصغر وهو جهاد الأعداء دفاعا عن الدين والأرض والعرض والمال … والمعنى الثاني الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وبذل الجهد في محاربة الهوى والرغبة في معصية الله تعالى .

ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} انه الجهاد إلى فريضة وسنة ثم قسم جهاد الفرض إلى قسمين فقال :

( فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله تعالى وهو أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ) .

وورد عنهم {عليه السلام} :
( إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )


إذاً مجاهدة النفس هي أعظم الجهاد .

وتنص الآية الكريمة على أن جزاء المجاهدين هو الهداية إلى السبل التي توصل إلى صراط الله المستقيم . أي إرشاده إلى طرق الله تعالى وسبله التي لا يعرفها الإنسان ولم يهتد إليها بعد .

وقد ورد عن رسول الله (ص) :
( من عمل بما علم علمه الله ما لا يعلم ) .


وورد أيضاً :
( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ) .


وورد أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده .

وورد من اخلص لله أربعين صباحا فجر الله الحكمة من قلبه وجرت على لسانه وان الله لمع المحسنين . والثابت أيضاً إن الله يكون مصاحباً لهؤلاء المجاهدين . فكم يكون الإنسان سعيدا إذا صاحبه صديق مخلص وطيب ومؤمن ويكون أكثر فرحا إذا كان ذلك الصاحب وليا من أولياء الله تعالى وتشتد الفرحة والسرور إذا كانت المصاحبة مع نبي من الأنبياء ، فماذا تكون الفرحة إذا كانت المعية ( إن الله لمع المحسنين ) ألا نحرص على مصاحبة الله تعالى وعدم مفارقته وهو الخالق المصور الرحمن الرحيم الودود العزيز الحكيم …

علينا أن نتفكر ونكثر التفكر والتدبر ففي التفكر حياة القلوب والقرآن يهتف وينادي : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)

( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .

( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .

( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) (الروم:8) .

( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191) .

وروي عن هشام بن الحكم قال :

( قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر {عليه السلام} في حديث طويل إلى أن قال : يا هشام إن لكل شيء دليلاً ، ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت )

وروي أيضاً عن أبي عبد الله {عليه السلام} قال :

( كان أمير المؤمنين {عليه السلام} يقول : نبه بالتفكر قلبك وجاف عن الليل جنبك ( ساجدا ) واتق الله ربك ) .

وعن الحسن الصيقل قال : سألت أبا عبد الله {عليه السلام} عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكر ؟ قال يمر بالخربة أو بالدار فيقول :
( أين ساكنوك أين بانوك مالك لا تتكلمين ) .


وروي عن الرضا {عليه السلام} يقول :

( ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل ) .

وروي عن رسول الله (ص) :

( أفضلكم منزلة عند الله تعالى أطولكم جوعا وتفكراً وأبغضكم إلى الله كل نؤوم أكول ) .

وقال ابن عباس أن قوما تفكروا في الله تعالى فقال النبي (ص) :
( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لم تقدروا قدره ) .


وعن الصادق {عليه السلام} :

( الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات وضياء للقلوب وفسحة للخلق وإصابة في صلاح المعاد واطلاع على العواقب واستزادة في العلم وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها ) .

الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية) Empty رد: السلسلة الأخلاقية (وقفات اخلاقية)

مُساهمة من طرف الهي رحمتك هي أملي الإثنين 14 أبريل 2008 - 12:53

شكر الخالق


رأينا التأكيد على التفكر في خلق الله تعالى والنهي عن التفكر في الله تعالى ، فمن خلال التفكر في خلق الله تعالى وخلق هذا الكون الرهيب العجيب والدقيق بمنتهى الدقة التي لا يستطيع أي عالم أو أي تطور أو تقدم بالتقنية أن يعرف هذه الدقة الدقيقة .

هذا الكون الواسع جداً والذي تكون هذه الأرض الواسعة بما فيها على قول الفلكيين ذرة بالنسبة لهذا الكون . وكل هذا خلق من اجل بني آدم

( يا ابن آدم خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من اجلي ) .

وكل هذا الكون وهذه المخلوقات صغيرها وكبيرها تنادي بلسان حالها (خالقنا الله الواحد القهار) والتفكر في هذه المخلوقات يقدح في ظلمات القلب نور الهداية ، وكلما زاد التفكر زاد ذلك النور وزادت المعرفة وتحرك القلب نحو الذكر الحقيقي القلبي ، حتى وإن لم يتلفظ الإنسان بلسانه .

فلو اجتمعت الخلائق بما عندهم من أحدث الأجهزة التي ينفقون بها ليل نهار بذكرها وعرضها والتفاخر بها - ، على أن يخلقوا خلية واحدة أو كرية دم واحدة التي لا ترى بالعين المجردة ، لا يستطيعون ذلك !! فكم يكون عجز الإنسان الحقير وكم تكون قدرة الله سبحانه وتعالى ثم إذا عرف الإنسان خالقه العظيم جل جلاله فعليه أن يتوجه إليه بكل جوانحه وجوارحه وفي كل الأمور صغيرها وكبيرها في الشدة والرخاء وفي الغنى والفقر والصحة والمرض … لأن لولاه لما عاش لحظة واحدة ولا غير ذلك .

عن أمير المؤمنين {عليه السلام} ما معناه :

( أقل ما يلزمكم لله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه ) .

والله تعالى يقول :
( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) (النحل: 18)


الإحصاء فضلاً عن الشكر . فينبغي أن نستعين بهذه النعم التي جعلها الله تعالى تحت تصرفنا أمانات في أيدينا وفق ما يرضي الله جل جلاله صاحب هذه النعم وخالقها .

وقبيح جداً أن يعطيك إنسان أمانة ، ويقول لك : اعمل بها ما شئت لمنافعك ، ولكن اطلب منك طلباً يسيراً وهو أن لا تنجس هذه الأمانة ولا تسيء استخدامها وسوف أجازيك على ذلك . مُجازاة لا نظير لها ، ثم تخون ذلك الإنسان وتستعمل أمانته فيما لا يرضى به !! وتقابل إحسانه بالإساءة .

فينبغي أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب .

قال تعالى

( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) (الزلزلة 7-8) وفي الحديث ما مضمونه :

(الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب) .

فالكل يحفظ هذه الآية ، ومضمون هذه الأحاديث ، ولكن من منا يعمل عملاً تطبيقياً وجدانياً صادقـاً أمام الله تعالى ؟ . فكم نحن بخطر عظيم من المراقبة الإلهية ؟

ونحن ساهون لأهون عما يراد بنا في هذه الدنيا الدنية والتي كلها امتحانات وعقابات في الصغيرة والكبيرة ، في الكلام وفي الصمت ، وفي الحركة وفي السكون . فينبغي أن نكون على حذر عن ما يصدر عنا ، لأن الكرام الكاتبين يكتبون ليل ونهارا ويحصون أعمالنا ويحفضونها ونحن ننساها أو نتناساها .

والحمد لله وحده

( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) (البقرة:286) .

الهي رحمتك هي أملي
الهي رحمتك هي أملي
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى