منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التيه أو الطريق الى الله

اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 1:49



التيه
أو
الطريق إلى الله

الإهداء


إلى النبي الكريم
والقائد العسكري الفذ
ووصي موسى بن عمران عليه السلام
الذي قاد بني إسرائيل للخروج من التيه إلى أحد الرجلين الذي انعم الله عليهما حيث قال تعالى ( قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:23)
إلى السيد يوشع بن نون عليه السلام
سيدي هذا المسكين يهديك هذه البضاعة المزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين



المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله الذي قال ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (سـبأ 28-30) لك الحمد ربنا إن عرفتنا ميعادك الذي لا يخلف وسيفك القاطع وحجرك الدامغ وعبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصرت دينك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب وأطلعته على الغيوب وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس وجعلت طاعته طاعتك ونصرته نصرتك وعرفته لعبادك على لسان نبيك الأمي صلى الله عيه واله وعلى لسان من سبق من الأنبياء وذكرته في التوراة والإنجيل والقران وحذرت عبادك من الغفلة وقلت سبحانك من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ) (الفرقان 27-29)
في هذه الأوراق غيض من فيض وقليل من كثير مما يختلج في نفوس المؤمنين وفي هذه الأوراق شيئاً من الماضي وشيء من الحاضر وكثير للمستقبل وفي الماضي عبر لا تنكر ثم انه سنة إلهية لا تتغير قال الخاتم ( صلى الله عليه واله ) ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل )) وفي هذه الأوراق أمة دخلت في التيه وخرجت منه وأمة دخلت فيه ولا تزال فيه ، وفي هذه الأوراق إشارة إلى طريق الخروج من التيه ارتأيت أنا المسكين قليل العمل كثير الزلل أن اكتبها لتكون صرخة كل مستضعف بوجه الطواغيت ولتكون صرخة من سيد المستضعفين الحجة على الخلق أجمعين مهدي هذه الأمة عليه السلام إلى كل مؤمن ومؤمنة يستنصرهم بها ولتكون حجة على كل متخاذل عن نصرته عليه السلام اليوم قبل قيامه وغدا بعد قيامه ثم أني أرجو من الله العزيز الرحيم الكريم أن يجعلها حجة من حججه في عرصات يوم القيامة .
والحمد لله الذي خلقني فهو يهديني ربي الحقني بالصالحين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . ربي وتقبل مني هذا العمل القليل وارض قلب صاحب الزمان عني ..
مولاي يا صاحب الزمان ، يا حجة الله في أرضه يا بقية الأنبياء والأوصياء أيها المظلوم المغصوب الحق يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاه فأوف لنا الكيل وتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين …
مات التــصبر في انتـظارك *** أيــــــــها المحيي الشريـعة

فانهض فما أبقى التحمل غير أحشاء جزوعة

قد مزقت ثوب الأسى وشكت لواصلها القطيعة

فالسيف آن به شفاء قلوب شيعتك الوجيعة

فسواه منهم ليس ينعش هذه النفس الـــــصريعة

طــــــالت حبال عواتق فمتى تعـود به قطيـعة

كم ذا القعود ودينكم هدمت قواعده الــــرفيعة

تنـــــــــــعى الفروع أصوله وأصوله تنـعى فروعـه

فيه تحـكم من أبـــــــــــــــــاح اليوم حرمتـه المنيـعة

من لـــــــو بقيمة قدره غاليت ما ساوى رجيعـه

فاشحذ شبا غضب له الأرواح مذعنة مطيعـة

أن يـــــــدعوها خفـة لدعـوته وان ثقلت سريعة

واطلب به بدم القــــــــــتيل بكربلاء في خير شيعه

مــاذا يهيجك إن صبرت لوقعة الطف الفظيعة

أترى تجئ فجيعة بأمض من تلك الفـــــــجيعة

حيث الحسين على الثرى خيل العدى طحنت ضلوعه

قتلته آل أمية ضام إلى جنب الــــــــــــشريعـة

ورضيعه بدم الوريد مخضـب فاطلب رضيعـه

يا غيرة الله اهتفي بـحمية الدين المنــــــيـعة

وضبى انتقامك جردي لطلى ذوي البغي التليعة

ودعي جنود الله على هذه الأرض الوســــــــيعة

وأستأصلي حتى الرضيع لا آل حرب والرضيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمّارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .

تيه بني إسرائيل

تاه بنو إسرائيل في سيناء أربعين سنة بعد خروجهم من مصر مع موسى وهارون عليهما السلام وهذا التيه كان عقوبة لهم لتمردهم على موسى عليه السلام وعلى الأمر الإلهي بدخول الأرض المقدسة ( فلسطين ) كما كان لا صلاحهم وتخليصهم من المفاسد التي ترسخت في نفوسهم نتيجة لتسلط فرعون وحزبه عليهم في مصر ،وقد جاء ذكر التيه في القران قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة 20-26)

قبل التيه كان بنو إسرائيل يعيشون في مصر وأول من استوطن مصر منهم هو يوسف ابن يعقوب عليهما السلام ثم دعا أبويه واخوته إلى مصر عندما كان وزير بالإجبار لا حد الفراعنة على بيت المال ومنذ ذاك الحين انتقل إسرائيل أو نبي الله يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم عليهم السلام وبنيه من حياة البادية حيث كانوا يرعون بعض المواشي إلى مصر وحياة المد ينة والاستقرار واستمر بعد ذ لك ذرية نبي الله يعقوب يعيشون في مصر ويدعون إلى التوحيد ودين الحق وترك عبادة الأصنام وتأليه الفرعون وربما كانت هذه الدعوة علنا حينا وسراً حينا آخر وكثر عد د بني إسرائيل في مصر والدعوة إلى الحق تصطدم بمصالح حكام الجور من الفراعنة فخشي هؤلاء الظلمة ذ هاب ملكهم وانتقال الملك الدنيوي إلى الأنبياء العظام من بني إسرائيل ولذلك مارسوا اشد أنواع البطش والإرهاب مع بني إسرائيل فأذلوهم واستضعفوهم وقتلوا ابناء هم ومنعوهم من ممارسة عباداتهم وشعائر الله وحاولوا بكل طريق طمس تعاليم د ين التوحيد وجبر المصريين وبني إسرائيل على الشرك والكفر بالله وبدينه وإطاعة الفرعون وكل ما يأمرهم به من عبادة التماثيل والصور وقتل المؤمنين ، ولولا عقيدة الانتظار التي كانت موجودة عند بني إسرائيل والتي أوجدتها في نفوسهم بشارة الأنبياء عليهم السلام بالخلف المنتظر الذي سيقضي على فرعون وهامان وجنودهم لما بقي فيهم مؤمن ولما اجتمعوا حول هذا المنقذ عندما جاء ولكن للأسف كان اجتماع مستضعفين حول قائد سيخلصهم من ظلم طاغوت فحسب ولم يدركوا إن هذا القائد هو نبي عظيم أرسل ليزكيهم ويطهر نفوسهم ويعيد دين التوحيد وتعاليمه التي كاد ت تندرس .

وأُرسل موسى عليه السلام بالآيات والبينات ولكن فرعون وهامان وجنودهما المترفين في بني إسرائيل أمثال قارون استكبروا واستمروا في غيهم وإذا كل من آمن لموسى عليه السلام قال تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ * ) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (غافر 23-27) وبعد هذه المرحلة كان لابد من الهجرة في ارض الله الواسعة وخرج موسى عليه السلام وبنو إسرائيل من مصر مهاجرين في سبيل الله لكن فرعون لم يرق له أن يرى هؤلاء المستضعفين أحرارا وخارجين عن قبضته وبطشه فتبعهم هو و جنوده وكان ذلك الموقف والامتحان العظيم ، وقف بنو إسرائيل أمامهم البحر وخلفهم بدأ يتراءى جيش فرعون فخافوا وقالوا أنا لمدركون ولم يلتفتوا إلى أن الذي قادهم إلى هذا المكان هو نبي عظيم مرسل من الله سبحانه فنبههم (ع) انهم مهاجرون إلى الله بقوله ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) ) ، فأوحى الله له أن يضرب بعصا ه البحر فانشق له البحر لا ن البحر عبد من عباد الله ولا يملك البحر أن يقف عائق أمام هذا العبد المخلص والمتوكل على الله ولا يملك البحر أن يقف عائق أمام هذا السيل الجارف من الأيمان ولا يملك البحر أن يقف عائق إمام موسى عليه السلام لان موسى إنسان وكل شي في الأرض خلق لخدمة الإنسان الذي هو أوسع المخلوقات قدره على معرفة الله ، لكنه إذا أطاع الشيطان كان اجهل وأقسى من الحجر وان من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وان منها لما يهبط من خشية الله . وكانت هذه المعجزة آخر آية رآها فرعون وجنوده من موسى عليه السلام ولكن قلوبهم كانت أقسى من الحجارة فلم يقفوا مبهوتين بل ساروا بين جبلين من الماء ونفوسهم مليئة عناد وتكبر فاغرقوا فبعداً لهم . ونجا بنو إسرائيل وعبروا البحر ووجدوا أنفسهم في صحراء مقفرة بعد أن كانوا يعيشون في وادي النيل الخصب ، لكن موسى عليه السلام جاءهم بالبشارة والأمر الإلهي بالدخول إلى الأرض المقدسة ووعدهم بالنصر من الله ، وكان المفروض بعد كل تلك الآيات والمعجزات التي رأوها في مصر و بعد إن انشق البحر واغرق فرعون وجنوده إن لا يترددوا بالطاعة وكان المفروض إن يوقنوا بالنصر لكنهم تمردوا ورفضوا الدخول إلى الأرض المقدسة ، ولعل أهم أسباب هذا الرفض هي :-

1 - ضعف أيمانهم بنبوة موسى عليه السلام ورسالته فكان الكثير منهم يرونه كقائد لا كنبي عظيم بل أن بعضهم تمرد حتى على قيادته عليه السلام

2 - ضعف التقوى والخوف من الله حيث أدى بهم إلى التمرد والمعصية دون اكتراث

3 - ضعف النفوس والخوف من الطواغيت والخضوع والاستسلام لهم والأنس بالظلم وبالتالي تر ك الجهاد في سبيل الله

4 - الاهتمام بالحياة الدنيا أكثر من الآخرة وبالتالي ترسخ حب الدنيا في نفوسهم والتمسك بالحياة بشكل غير طبيعي كما هو حال الكثير من المسلمين اليوم

5 - انتشار حب الذات بينهم حتى إن بعضهم كان يرى نفسه أفضل من موسى وهارون عليهما السلام ولا يقبل قيادتهما له ..

كما جاء في التوراة سفر العدد الإصحاح السادس عشر ( 1 ) واخذ قورح ابن يصهار ابن قها ت ابن لاوي وادثان وابيرام ابناء الباب واون ابن قالت ابن داوبين ( 2 ) يقاومون موسى مع أناس من بني إسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوين للاجتماع ذوي اسم ( 3 ) فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما كفاكما أن كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب ( 4 ) فلما سمع موسى سقط على وجهه ….. ( 12 ) فأرسل موسى ليدعوا داثان وابرام ابني الياب فقالا لا نصعد ( 13 ) قليل انك أصعدتنا من ارض تفيض لبنا وعسلا لتميتنا في البرية حتى تترأس علينا أيضا ترأسا )) …

وجاء في القرآن قريب من هذا المعنى ، وجدير بنا أن نتذكر إن حب الذات والتكبر آفة أخلاقية أهلكت بني آدم وأردت الكثير منهم في هاوية جهنم وكم حقق الشيطان وعده بغواية بني آدم من خلا ل التكبر ، وكم كان التكبر العائق الرئيسي الذي يمنع الناس من طاعة الأنبياء عليهم السلام وتصديقهم و اكثر الناس تكبرا على الأنبياء والأوصياء عليهم السلام هم الأغنياء والمترفون ورؤساء القوم قال تعالى
( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) (سـبأ:34)

حيث يرون أنفسهم افضل من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وكل قائد معين من الله دينياً أو دنيوياً ويحسدونهم على ما أتاهم الله قال تعالى (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (النساء 54-55)
ومما مر نعلم ا ن نفوس بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام قد انطوت على مساوئ أخلاقية كثيرة . فكان التيه الذي عاقبهم الله به على رفضهم الدخول إلى الأرض المقدسة ضروريا لتطهير نفوسهم أعادتهم إلى فطرت التوحيد والخير ..

كما أن في سنين التيه الأربعين تربى جيل من بني إسرائيل في الصحراء وهم ابناء وأحفاد الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ،لم يكن لهم موطن يستقرون فيه ولا الكثير من زخرف الدنيا يشدهم لها ويربطهم بأهلها ولم يكونوا تحت سلطة أي طاغوت ، يسومهم سؤ العذاب ويغرس في نفوسهم الضعف والخوف فتربوا أحرارا ومحبين للحرية . ولعل للمعجزات التي كانوا يرونها في التيه اثر كبير في تربيتهم تربية روحية وأيمانية عالية . فنشأ في التيه جيل مؤمن قوي وشجاع مؤهل لحمل الرسالة الإلهية ونشرها ومؤهل لقتال الظلمة والجهاد في سبيل الله ودخول الأرض المقدسة ومن هنا يتبين سبب الاهتمام الرباني بالأباء وإرسال نبي عظيم من أولي العزم لهم وهو موسى عليه السلام مع أن اغلبهم كانوا فاسقين ولم يكونوا صالحين لحمل الرسالة الإلهية بل أن هؤلاء الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ماتوا في التيه بأجمعهم ولم يبق منهم إلا كالب ويوشع عليهما السلام ليقود يوشع عليه السلام فيما بعد الأبناء والأحفاد لدخول الأرض المقدسة والانتصار على الجبابرة وبالجملة فان المستفاد من التيه انه عملية إصلاحية أضافة إلى انه عقوبة وكان الهدف الرئيسي منه إصلاح نفوس بني إسرائيل وتربيتهم على رفض الظلم والفساد وحكام الجور والطاغوت بعد أن كانوا انسوا به واستسلموا له ولم يحركوا ساكنا لتغيير وضعهم السيئ في مصر وكان لمكان التيه اثر كبير كونه قفر فيلجأ فيه الإنسان إلى الله ويتوكل عليه ويتحصن بولاية الله وذكر الله كما كان لشخصية موسى عليه السلام اثر كبير في إصلاح بني إسرائيل وتأهيلهم لحمل الرسالة الإلهية فهذا الكيان الرباني الذي اصطنعه الله سبحانه وتعالى لنفسه ولنصرة دينه كما اخبر في القران جاهد في سبيل الله وحيدا عند ما كان في قصر فرعون فساعد المظلومين ووقف في وجه المتكبرين وعند ما لم يكن بد من استخدام القوة قتل أحد هؤلاء الظلمة كما جاء في القران قال تعالى (( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)) (القصص:15)

أما قوله عليه السلام هذا من عمل الشيطان فربما قالها قاصدا الأمر الذي وقع بسببه القتل أو لعله قصد الشخص المقتول نفسه ، فهو من عمل الشيطان باعتبار إن من لوث فطرة التوحيد والخير فيه هو الشيطان ..

وخرج موسى عليه السلام بعد هذه الحادثة من مصر خائفا على دينه مترقبا رحمة الله معاهداً الله على ما أعطاه من قوة وأيمان وهداية أن لا يكون عونأ لظالم ولو بالسكوت على ظلمه فهاجر إلى الله تاركا العالم المادي الخسيس والترف الموجود في قصر فرعون راضيا قانعا بقسم الله فرزقه الله اللحاق بنبي عظيم وهو شعيب عليه السلام والزواج بإحدى بناته وبقي عنده عشر سنين يرعى الغنم ولعل هذا من أصطناع الله له ثم شاء الله أن يعيده إلى قومه في مصر بعد هذه الغيبة عنهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن العبودية إلى الحرية فأخرج منهم جيلاً صالحاً ربانياً مؤهلا لحمل الرسالة الإلهية كما مر ولم يكن ليخرج هؤلاء الأبناء الأحرار الخاضعين لله من أولئك الآباء العبيد المتمردين على أمر الله لولا رحمة الله وفضله عليهم ولولا هذا الكيان المقدس موسى عليه السلام الذي اصطنعه الله وزكاه
.
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 1:58

التيه في الأمة الإسلامية

ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله صلى الله عليه واله وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله صلى الله عليه واله المعيّن من الله علي بن أبي طالب عليه السلام حيث نصبه رسول الله صلى الله عليه واله بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين صلى الله عليه واله من بعده في غدير خم في حجة الوداع ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي عليه السلام وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه واله بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء عليها السلام وهي بنت رسول الله صلى الله عليه واله الوحيدة من صلبه وهي والحسن والحسين وعلي عليهم السلام من فرض الله مودتهم في القرآن قال تعالى (( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )) (الشورى: 23) ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمام عليه السلام لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء عليها السلام وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه واله

( أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين )

فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذوا النعل بالنعل قال رسول الله صلى الله عليه واله ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل ) ..

وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى إلى ….. رحلة رهيبة مرت بها هذه الأمة فكم من مدينة هتكت حرمتها وقتل خيارها واعتدي على إعراض نساءها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله صلى الله علية واله وسلم والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة والأولى أن يسمى مجرم فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي واعتدي على أكثر من ألف بكر ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما اهلك أصحاب الفيل ) وكم عذب الأحرار وقتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يعرف فيها الليل من النهار ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعبا ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجبا يقول المسعودى في أحدهم وهو الوليد بن يزيد ابن عبد الملك في مروج الذهب ( غناه ابن عائشة صوتا فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ اعد بحق عبد شمس فأعاد فقال :اعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلا قبله ,واهو إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى اقبله ,وما زال به حتى قبله , وأعطاه ألف دينار واركبه بغلة وقال : مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمر , فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يومأ على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً) وقال المسعودي في الوليد أيضاً قرأ الوليد ذات يوم قوله تعالى

( وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ) (ابراهيم 15-16)

فدعا بالمصحف ونصبه غرضاً للنشاب واقبل يرميه ويقول ..

أتوعد كل جبـار عنيـد فهـاأنا جبـار عنيـد

إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا ربي خرقني الوليد

وأني لأسف أن انقل تاريخ مثل هذه القذارات وما ذكرت غيض من فيض ولو لم يكن إلا قتل هؤلاء الحكام الظلمة لذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وتشريدهم إلى أقاصي البلاد حيث نجد اليوم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله يعيشون في إيران وأفغانستان والهند والبلاد البعيدة عن مدينة جدهم صلى الله عليه وآله لكفى به دليلاً على خروجهم عن الدين ومحاربتهم الإسلام ولكفى به دليلا على حقدهم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، واستمر هذا الظلم والفساد حتى يومنا هذا ثرواتنا بيد طواغيت يعيثون بها فساداً في البلاد والعباد ويغدقون على من يعبدهم من دون الله سجونهم لم يعرف لها التاريخ مثيل فيها من أساليب التعذيب ما تقشعر له الأبدان وجيوشهم مزوده بكل أنواع الأسلحة ، لا للدفاع عن البلاد الإسلامية بل لقمع الشعوب الإسلامية وكل من يعلو صوته بكلمة لا اله إلا الله ويدعوا المسلمين إلى الحكم بما انزل الله يلقى في تلك الدهاليز المظلمة أو يقتل ولا نعلم متى سينتهي هذا التيه والضياع ومتى سيعود الإسلام ليحكم المسلمين كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وينشر العدل في البلاد الإسلامية وبالتالي في كل الأرض ، لكننا نعلم يقينا انه سيعود لان رسول الله صلى الله عليه واله وعدنا واخبرنا أن الإسلام يعود غضا طريا في آخر الزمان على يدي ولده المهدي عليه السلام ، وهذا الظهور المبارك لهذا المصلح الكبير لن يتحقق حتى ترتفع أسباب غيبيه وينشأ جيل في هذه الأمة مهيئا لحمل الرسالة الإلهية إلى أهل الأرض جميعا ليتحقق الوعد الإلهي بظهور هذا الدين على الدين كله , فإذا كنا فعلاً نريد أن يتحقق العدل على الأرض ونريد أن نخرج من هذه الصحراء وهذا التيه ونريد ظهور الأمام المهدي عليه السلام فعلينا أن نعود إلى الإسلام الذي يريده الله لا الذي يريده الطواغيت قال تعالى (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) (النحل:36)

أن الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة اليوم بمساعدة أمريكا وان كانوا يظهرون العداء لها ليتموا فصول هذه المسرحية المقيتة يريدون تهميش الإسلام وجعل المسلم قلب فارغ من الأيمان بالله مغلف بقشور دينيه لا حقيقة لها ولو استطاعوا نبذ هذه القشور ومحاربتها لما تورعوا كما فعلوا في تركيا اليوم ومن كان يشك في عمالتهم لأمريكا والصهيونية وخصوصا الذين يدعون انهم أعداء لها فليراجع تاريخهم الأسود وسيجدهم في كل يوم يبقون في السلطة يخدمون أسيادهم الأمريكان والصهاينة بحروب يشنونها على المسلمين والعرب وبقمع كل حركة إسلامية وصحوة دينية ومن كان يريد دليلا أكثر من هذا فليراجع التوراة سفر دانيال وسيجدان في منطقة الشرق الأوسط عشرة ملوك عملاء لأمريكا أو كما يرمز لها بمملكة حديدية تأكل وتدوس كل الممالك على الأرض ولكن سيدوسها إنشاء الله مهدي هذه الأمة عليه السلام كما جاء في سفر دانيال نفسه.
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 1:59

ثم إن الطاغية لا يهمه إلا نفسه وما يبقيه في السلطة ولا يقوم عرشه إلا على الدماء والأشلاء فيقتل كل من يرفض ولايته وتسلطه ويشغل الشعب بالأزمات التي لا تنتهي إلا بانتهاء حكمه فيشهر الحروب وينشر بين القبائل العصبية والنعرات الشيطانية بل ويمنع حتى الرغيف عن الشعب ليشغلهم بتحصيله ، أن الحياة تحت ظل الطاغوت ذل بل هي الموت في الحياة إنها خسران الدنيا والآخرة

يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون في وصف حكومة الطاغوت وتكوينها (ويبرز بين دعاة الديمقراطية وحماة الشعب أشدهم عنفا وأكثرهم دهاء فينفي الأغنياء أو يعدمهم و يلغي الديون ويقسم الأراضي ويؤلف لنفسه حامية يتقي بها شر المؤامرات فيغتبط به الشعب ويستأثر هو بالسلطة ولكي يمكن لنفسه ويشغل الشعب عنه ويديم الحاجة إليه يشهر الحرب على جيرانه بعد أن كان سالمهم ليفرغ إلى تحقيق أمنيته في الداخل ويقطع راس كل منافس أو ناقد ويقصي عنه كل رجل فاضل ويقرب إليه جماعة من المرتزقة والعتقاء ويجزل العطاء للشعراء الذين نفيناهم من مدينتنا فيكيلون له المديح كيلا وينهب الهياكل ويعتصر الشعب ليطعم حراسه وأعوانه فيدرك الشعب انه انتقل من الحرية إلى الطغيان وهذه هي الحكومة الأخيرة )جمهورية أفلاطون
أما عبيد الطاغوت ومرتزقته فيتوهمون انهم آمنون وحياتهم مستقرة وادعة ، فهم ماداموا في خدمة الطاغية لن يمسهم سوء فسيدهم قوي يقطع الرقاب والشعب خاضع واستسلم للظلم وهذا وهم لان النار تبقى تحت الرماد ، قال تعالى (( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) (العنكبوت:41) .



والحق ما يعرفه كل من تتبع تاريخ الأمم والشعوب حيث تكون نهاية كل طاغية ومرتزقته بثورة المستضعفين والمظلومين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

أما الذين استسلموا للطواغيت وخضعوا لهم وهم يزعمون انهم مسلمون فهم خارجون من ولاية الله ولكنهم لا يعلمون قال تعالى (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:60) . ويزج بهم الطواغيت في حروب مع الشعوب الإسلامية ولا يتورعون عن معاونتهم خوفاً منهم ويقاتلون أولياء الله وينتهكون حرمات المؤمنين فأي حال أسوء من حالهم وأي كفر اعظم من كفرهم وهم ينصرون أعداء الله ، قال تعالى (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)) (النساء:76) . ولعل بعضهم يتعذر بأنة يخاف من الطواغيت ويخاف من القتل ولكنه عذر قبيح غير مقبول فاذا كان لابد من حمل السلاح فلنحمله بوجه الطواغيت لا لنصرتهم ، قال تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً)) (النساء:97) وقال تعالى (( قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (سـبأ 32-33) . وكما إن معاونة الطواغيت والركون إليهم محرمة كذلك فان ترك الجهاد وترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر محرمة فان الابتعاد عن حياة المسلمين لا يسقط التكليف ومن بات لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم وان كان فقيها يدعي النيابة العامة عن الإمام عليه السلام ولينظر كل إنسان مسلم إلى قلبه وما فيه اخشية الله أم خشية الطاغوت والخوفان لا يجتمعان في قلب المؤمن فان الخوف من الله يصير الطواغيت في عين المؤمن أحقر من البعوض فلا يكون لهم أي تأثير عليه أو على قراراته إلا في حدود التقية الواجبة قال تعالى (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (النساء:77) . والحمد لله أن الأمة الإسلامية اليوم بدا ت في طريق العودة إلى الله وفي طريق الصحوة الدينية الإسلامية التي نراها كل يوم تتسع لتشمل البلاد الإسلامية كلها وتهدد عروش الطغاة الذين تسلطوا على هذه الأمة وأستفرغوا كل ما يوسعهم لإغراق الشباب المسلم في الشهوات المادية والجنسية ونشروا الملاهي والخمور والفجور في البلاد الإسلامية وبثوا من خلال التلفزيون وغيره كل ما حرم الله من الأغاني ونساء عاريات وقصص عن حياة الغربيين , الهدف منها تفكيك الأسرة الإسلامية ولكن الله افشل خططهم واتى بنيانهم من القواعد وسيخر السقف على رؤسهم قريبا إنشاء الله , لقد توهم هؤلاء الطغاة كما توهم من سبقهم انهم يستطيعون طمس معالم دين التوحيد الحقيقية ومسخ الإسلام وقتل العقائد الصحيحة فيه التي تهدد عروشهم وخصوصا عقيدة انتظار المهدي عليه السلام ولكن أنى لهم ذلك والقرآن بين أيدينا يهتف في أسماعنا (( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ )) (القصص 5-6) .(( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )) (الأنبياء 105-106) ، (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) . ولا تزال المعاني التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه واله تهتف في آذاننا ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لخر ج من ولدي من يملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) والمهدي بيننا ينتفع به المسلمون كما تنتفع الأرض ومن عليها بالشمس إذا غيبها السحاب .

أيها المسلمون والمسلمات أيها الأحبة آمنوا بالله واكفروا بالطاغوت وتمسكوا بالعروة الوثقى حجة الله في أرضه المهدي عليه السلام واعلموا إن الإيمان بالله ملازم للكفر با لطاغوت وهما شيء واحد كذهاب الظلمة وبزوغ النور فلا يمكن أن يفهم شيء من ذهاب الظلمة غير بزوغ النور , قال تعالى (( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة : 256) . خافوا الشيطان وهوى النفس واتبعوا ما جاءكم به رسول الله صلى الله عليه واله الأطهار عن الله سبحانه ان الله يغفر الذنوب جميعا لكنه لا يغفر أن يشرك به , قال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) .والأيمان بالطاغوت والتحاكم إليه ومعاونته والركون والخضوع والاستسلام له كلها شرك بالله وضلال عن طريق الله المستقيم وأي ضلال هل ترون أن كافر بالله أو مشركا به إذا صام وصلى تقبل صلاته وصومه إن العبادات جعلت ليثبت العبد من خلالها طاعة الله فإذا كان طائع للطاغوت وهو عدو لله فأي معنى بقي للعبادات أن اللحظة التى ينصاع فيها الإنسان لأوامر الطاغوت وقوانينه هي لحظه كفر بالله وخروج من ولايته إلى ولاية الطاغوت ومن النور إلى الظلمات قال تعالى (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:60) . فطريق العودة إلى الله وولايته هو نفسه طريق الكفر بالطاغوت والخروج من ولايته وكلاهما طريق واحد في الحقيقة وهو الصراط المستقيم الذي تقبل به الأعمال لأنها لله الواحد الأحد فإذا كنا نريد العودة الحقيقية إلى الإسلام المحمدي الأصيل فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله علينا أن نؤمن بكل الإسلام وأحكامه لا أن نؤمن بما يوافق أهواءنا منها ونترك الباقي علينا أن نلازم الطريق الذي رسمه أوصياء محمد( صلى الله عليه واله ) عليهم السلام فهم سفن النجاة والمتقدم عليهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق , أما الذين يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض فسيجدون أنفسهم في النهاية يلهثون وراء سراب في الصحراء وليكن لنا كمؤمنين في السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام قدوة ومثل هؤلاء المؤمنين كانوا بعيدين عن المنهج الرباني الإلهي بل كانوا أولياء للطاغوت ووقفوا مع فرعون لعنه الله في بادئ الأمر ليحاجوا موسى عليه السلام ولكنهم عندما خالفوا أهواءهم تبين لهم الحق فأمنوا بالله وكفروا بفرعون واشرق نور الحق في قلوبهم وانجلت ظلمة الطاغوت عن بصائرهم ووقفوا هذه المرة مع موسى عليه السلام ليجاهدوا في سبيل الله ويقارعوا فرعون لعنه الله وليبينوا للناس كذبه وهوانه وضعفه قال تعالى ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) (طـه70 –72) إن هؤلاء العباد المؤمنون هانت الدنيا في أعينهم غاية الهوان فلم يكن لتهديد فرعون لعنه الله بأن يقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبهم أي تأثير على قرارهم باتباع الحق ، ولم يؤثروا الحياة بل اتضحت لهم حقيقة الدنيا وهذا العالم المادي الذي يتكالب عليه فرعون وهامان وقارون وأمثالهم ، ونجح السحرة في الامتحان واجتازوا العقبة ففازوا برضا الله فطوبى لهم وحسن مآب .
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:01

قال ذبيح آل محمد الحسين (ع) :

إذا كانت الدنيا تـعد نفيسـة فـدار ثواب الله أعلى وأنـبـلُ

وان كانت الأرزاق قسماً مقدراً فقِلَتِ حرص المرء بالكسب اجملُ

وان كانت الأموال للترك جـمعها فما بال متروك بـه المرء يبخلُ
وان كانت الأبدان للموت أنشئت فقتل امرأ بالسيف في الله افضلُ



وحري بنا أن نتساءل آما آن لقلوبنا أن تخشع لذكر الله ونتوب إلى الله توبة حقيقية فنوالي أو لياء الله ونعادي أعداء الله ونجعل الإسلام دستوراً ومنهاجاً لحياتنا والقرآن شعارا لنا وكلمة لا آلة إلا الله ملجئاً وحصناً لنا , آما آن لنا أن نقول للطاغوت أقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا آما آن لنا أن نختار حكم الإسلام وننبذ حكم الجاهلية آما آن لقلوبنا أن تشرق بنور الحق لتنجلي عنها ظلمة الطاغوت هل سنبقى في هذا التيه وفي هذه الصحراء نلهث وراء سراب ؟ , والخروج بأيدينا والماء قريب منا , قال تعالى .. ( وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) (الروم:53)


الإسلام والسياسة والحكم






يحاول الطواغيت الذين يحكمون البلاد الإسلامية اليوم أن ينشروا فكرة بين عامة المسلمين مفادها فصل الدين عن السياسة ويرفعون لها شعار الدين للدين والسياسة للسياسة وهؤلاء الجهلة لم يبتدعوا هذه الفكرة بل جاءوا بها من الغرب المادي وما كانت هذه الفكرة المادية لتشيع في الغرب بين المسيح واليهود لولا أن الإنجيل والتوراة محرفين ولولا تكالب الرهبان والقساوسة في حينها على الدنيا والمناصب وهي مغالطة لا تنطلي على أي مسلم مطلع إلى الدين الإسلامي ولو أجمالا فالدين الإسلامي تعرض لكل صغيرة وكبيرة في حياة الناس كما تعرض للعبادات تماما فلا توجد معاملة اقتصادية واجتماعية إلا وتعرض لها الفقه الإسلامي كما تعرض للأمور العسكرية وقضايا الجهاد والتعامل مع غير المسلمين والعهود والعقود الصلح وما هي السياسة إلا هذه الأمور مجتمعة , ولكن الطواغيت لا يرضون بهذا فالسياسة عندهم الحيل والخداع التي يمارسونها ليتسلطوا على الشعوب الإسلامية سياستهم ضد الشعوب والسياسة التي يريدها الله لمصلحة الشعوب, ومن يريد أن يخرج عن السياسة التي يحددها الله في الإسلام فانه يخرج إلى ظلمات الجاهلية قال تعالى (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50)

وقال تعالى (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44) وقال تعالى (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (المائدة:45) وقال تعالى (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) (المائدة: 47)

إن السياسة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحكم والحاكم فسياسة الطاغية هي الحيل والخداع وإيذاء الشعب ومحاصرتهم ثقافيا وفكريا واقتصاديا ونشر الفساد والظلم بين العباد أما سياسة النبي صلى الله عليه واله أو المعصوم أو من ينوب عنهم فهي نشر الرحمة بين الناس وعبادة الله ودفع الناس نحو التعقل والتفكر ونشر العدل والإنصاف في المجتمع وتوفير قوت الناس وترفيههم اقتصاديا , أن هدف الطاغية نفسه وبقاءه في السلطة وهدف النبي صلى الله عليه وآله الناس وإخراجهم من الظلمات الى النور ونشر العدل فيما بينهم , وإذا كان الأمر كذلك فهل يعقل أن الله سبحانه وتعالى يترك المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله دون أن يعين لهم قادة معصومين يحافظون على الدين وينشرون العدل بين الناس كيف ؟

وهو الحكيم الخبير الذي لم يترك الأسرة الصغيرة دون قائد ونص بالقرآن على أن الرجال قوامون على النساء هل يعقل أن الله سبحانه وتعالى ترك الأمة الإسلامية دون قائد معين ليؤول الأمر إلى أعداء الله أمثال يزيد بن معاوية ليقتل الحسين عليه السلام ويستبيح المدينة المنورة ويضرب بيت الله بالمنجنيق ثم إن أي إنسان يمتلك سفينة صغيرة عليها مجموعة من العمال هل يتركهم دون أن يعين قائد للسفينة ثم إذا تركهم دون قائد وغرقت السفينة إلا نصف هذا الإنسان بأنه جاهل وغير حكيم , فكيف نقبل أن الله سبحانه وتعالى ترك سفينته وهي مليئة بعبيده تجوب الفضاء دون قائد أن حرب نووية بين هؤلاء العبيد اليوم كفيله بإغراق هذه السفينة وتحويلها إلى أشلاء تتناثر في الفضاء فهل من الحكمة ترك أهل هذه السفينة دون شرع وقانون الهي ودون قائد عادل معصوم ينفذ هذا الشرع حاشا الله سبحانه وتعالى الحكيم العدل الملك القدوس ونحن كمسلمون متفقون أن الشرع والقانون في هذا الزمان هو الدين الإسلامي خاتم الأديان وقد عين الله سبحانه وتعالى قادة عدول أطهار معصومين يقومون بأمر الدنيا والدين بالقسط والعدل ولكن الطواغيت اغتصبوا حقهم واستولوا على دفة القيادة بالقوة الغاشمة والناس خذلوا القادة الأطهار ولم ينصروهم فحظهم ضيعوا وربهم أغضبوا ..

وقد اتفق المسلمون على إن عددهم اثنا عشر كما جاء في الحديث النبوي الصحيح المتواتر ونقول أن أولهم علي عليه السلام وخاتمهم المهدي عليه السلام ولا يتحقق حديث الخلفاء ومن بعدي أثنى عشر إلا بهم , وادعى كل منهم الإمامة وقيادة الأمة الدينية والدنيوية ونص على الذي بعده كما نص عليهم النبي صلى عليه واله بالأسماء واتفق أهل كل زمان انهم اكمل واعلم أهل زمانهم ولم ينقل عن أحدهم طلب العلم على أحد من الناس بل أن علمهم لدني بإلهام من الله , وهم ذرية محمد صلى الله عليه واله ومن ذرية ابراهيم صلى الله عليه واله الذي نص القرآن على إمامتهم وتوعد من كفر بها بجهنم قال تعالى (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) (النساء 54-55) وقد اتفق المسلمون على إمامة خاتمهم 0 وهو المهدي عليه السلام وان الكافر به كالكافر برسول الله والأحاديث التي وردت فيه تعد بالمئات ومع الأسف أن الكثير ممن يتسمون بالإسلام سيكفرون به عند ظهوره المبارك وسيقفون مع السفياني قائد الضلال الذي يدعي الإسلام والدفاع عن المسلمين قال تعالى (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)) (الجاثـية:23) هذا وهم سيعرفونه بالآيات والمعجزات ولكنهم سيؤلونها فالخسف بجيش السفياني سيجعلونه حادث طبيعي كما جعل من سبقهم موت جيش ابرهة الحبشي بسبب وباء لا عذاب إلهي .

والدلالات على إمامة أول الأئمة وهو علي عليه السلام اكثر من أن تحصى ومنها قول النبي صلى اله عليه وآله فيه ( أقضاكم علي ) عليه السلام ،و ( سلموا عليه بأمرة المؤمنين ) ، و( أنت الخليفة من بعدي ) ، و ( أنت ولي كل مؤمن ومؤمنه بعدي ) ، و ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ، وهارون كان خليفة موسى في حياته ونفسه كنفس النبي في القرآن في آية المباهلة قال تعالى (( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:61)

واجمع المفسرون أن النبي اخرج علياً وفاطمة والحسنين وفاطمة عليها السلام هي النساء لأنها سيدة نساء الأولين والآخرين قال تعالى في ابراهيم انه أمة مع انه شخص واحد والحسنين هم الأبناء وهذا لا اختلاف فيه وعلي هو نفس النبي صلى الله عليه وآله أما الادعاء بان النفس في الآية قصد بها نفس النبي صلى الله عليه واله فهذا اتباع هوى وجعل كلام الله سبحانه لغواً حاش الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن اللغو إذ لا معنى لان يدعوا الإنسان نفسه وهي حاضرة عنده ، وقال تعالى (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) واجمع اكثر المفسرين على نزولها في علي عليه السلام عندما تصدق بخاتمه وهو راكع والجمع لإدخال ولده الأحد عشر من بعده فاصبح عليه السلام وولده الأحد عشر عليهم السلام – وهم ولد النبي من فاطمة عليها السلام - من بعده أولى بالتصرف بالمؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حيث ولايتهم مشتقة من ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وولايته مشتقة من الولاية الإلهية ، ولما قرنت في هذه الآية بولاية الله فلا معنى لصرفها لغير ولاية الملك والتصرف وتدبير الأمور الدينية والدنيوية ، وقال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (النساء: 59) النساء ، وأولي الأمر هنا هم الأئمة المعصومين عليهم السلام الأثنا عشر بعد النبي صلى الله علية واله ولو كان غيرهم لكان الأمر بالطاعة من يعصي أو من يخطئ طاعة مطلقة لأنها قرنت بطاعة الله سبحانه وهذا غير صحيح لان معناه أن الله يأمرنا بإطاعة أعداءه وعلى اقل تقدير فان معناه الأمر بمعصية الله والعياذ بالله فتبين إن المأمور بإطاعتة بعد النبي صلى الله عليه وآله هم علي وولده المعصومين عليهم السلام وعصمتهم من الذنوب قد نص عليها القرآن قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب: 33) .

ونص النبي صلى الله عليه واله على انهم علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام كما ورد في تفسير كثير من المفسرين وقال النبي صلى الله عليه واله في حجة الوداع في غدير خم وقت الظهر ( أيها الناس الست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيثما دار ) . وفي هذا الحديث اثبت النبي صلى الله عليه واله ولا يته لعلي ابن ابي طالب عليه السلام والنبي صلى الله عليه واله أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهذا الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه واله ومصادره بالعشرات من كتب المسلمين أوردوا أن الرسول صلى الله عليه واله طلب من المسلمين مبايعة علي ابن ابي طالب عليه السلام بعد خطبته في حجة الوداع في غدير خم وقد بايعه أبو بكر وعمر وسلما عليه بإمرة المؤمنين ، وسنسأل ويسألون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أما الأئمة من ولد علي عليهم السلام فقد نص عليهم النبي صلى الله عليه وآله كما روي عن جابر ابن عبد الله الأنصاري ( رض ) قال لما قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59)

قلت .يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) عرفنا الله فاطعناه وعرفناك فأطعناك فمن أولي الأمر الذين امرنا الله بطاعتهم …قال (( هم خلفائي يا جابر وأولياء الأمر بعدي أولهم آخي علي عليه السلام ثم من بعده الحسن عليه السلام ولده ثم الحسين عليه السلام ثم علي ابن الحسين عليهما السلام ثم محمد ابن علي عليهما السلام وستدركه يا جابر فإذا أدركته فأقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد عليهما السلام ثم موسى ابن جعفر عليهما السلام ثم علي ابن موسى الرضا عليهما السلام ثم محمد ابن علي عليهما السلام ثم علي ابن محمد عليهما السلام ثم الحسن ابن علي عليهما السلام ثم محمد ابن الحسن عليهما السلام يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً))كما قال صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام (( هذا ولدي الحسين أمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم أفضلهم ))

وسورة القدر داله على إمامتهم عليهم السلام ونزول الأمر مع الملائكة والروح عليهم في ليلة القدر بعد مضي رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا لقيل بمضيها معه وهو باطل لورود النقل ببقائها بعده صلى الله عليه وآله وأنها في العشر الأواخر من رمضان هذا والدلائل على أمامة علي وولده عليهم السلام الاثني عشر المعصومين بعد النبي صلى الله عليه وآله كثيرة وما ذكرته اليسير واعتذر إلى الله ورسوله والأئمة عليهم السلام والمؤمنين من التقصير ,فلم يبق عذر لمن انحرف عنهم واتبع من اغتصب حقهم وهو يعلم أن الأمر لهم وليس له من الأمر شيء قال أمير المؤمنين عليه السلام (( أما والله لقد تقمصها فلان (يعني أبي بكر )وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى ألي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا وطفقت ارتأي بين أن أصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها المؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان (يعني عمر بن الخطاب )بعده ثم تمثل قول الأعشى ؛
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر



فيا عجبا بينما هو يستقيلها في حياته ( حيث أن أبا بكر قال على المنبر أقيلوني فلست خيركم وعلي فيكم ) إذ عقدها الآخر بعد وفاته لشد ما تشطر ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخش مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة أن اشنق لها خرم وان اسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس( أي خروج عن صراط الله المستقيم )لان عمر اخذ يحلل ويحرم على هواه فحرم متعتي النساء والحج ورفع حي على خير العمل من الآذان وتخبط في المواريث تخبط العشواء ))وتلون واعتراض,فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعه زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى ومتى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم ( يعني أبا بكر )حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر ( تحقيراً لشأنهم ) لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا فصغى رجل منهم لضغينته (سعد بن ابي وقاص ) ومال آخر لصهره (أي عبد الرحمن بن عوف) مع هن وهن (يشير إلى وضاعة القوم) إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيبه ومعترفة ( يشير إلى عثمان ويمثله بالدابة التي ليس لها هم إلا العلف والروث ) وقام معه بنو أبيه ( أي بنو أمية لعنهم الله وهم الشجرة الملعونة في القرآن ) يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى انتكث فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته ( أي قتلته بطنه المليئة بمال الله المغصوب )فما راعني إلا والناس كعرف الضبع ينثالون علي من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول (( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83) ، بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها أما والذي فلق الحب وبرء النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما اخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كضة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولأسقيت آخرها بكاس أولها ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنـز ) نهج البلاغة .
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:04

وقال عليه السلام (يا أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فان الفراق قريب أنا إمام البرية ,ووصي خير الخليقة ,وزوج سيدة نساء الأمة ,وأبو العترة الطاهرة,والائمة الهادية ,أنا أخو رسول الله صلى الله عليه وآلة ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله أنا أمير المؤمنين ,وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين , حربي حرب الله ,وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله ,وشيعتي أولياء الله ,وأنصاري أنصار الله ,والله الذي خلقني ولم أك شيئاً لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونين على لسان النبي الأمي , وقد خاب من افترى ) علل الشرائع ( المقدمة )

ولما جاءت الخلافة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام حاول أن يسير بالمسلمين إلى الله ويخرجهم من الظلمات إلى النور وينشر العدل بعد انتشار الظلم على يد ولاة عثمان ولكن أنى له ذلك والناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم إلا القليل ممن وفى بعهد الله وأنّى له ذلك وقد قفز إلى السلطة ابن ابي سفيان قائد الكفار وابن هند آكلة كبد حمزة سيد الشهداء وكان ما كان من جهاده عليه السلام للناكثين والقاسطين والمارقين لعنهم الله جميعا مما لا يخفى على أحد فبين عليه السلام حقه وارشد الناس إلى صراط الله المستقيم لئلا تكون للناس حجة في الانحراف عن ألائمة ولكن الناس خذلوهم ولم ينصروهم فقتل معاوية لعنه الله الحسن عليه السلام وقتل يزيد لعنه الله الحسين عليه السلام ولم ينصر الحسين عليه السلام إلا سبعين أو يزيدون قليلا وهو خامس أصحاب الكساء وسيد شباب أهل الجنة واخر ابن بنت نبي على وجه الأرض وثالث أوصياء رسول الله صلى الله عليه واله ولك أن تعرف الى أي حال من الخضوع والاستسلام للطاغوت وصل المسلمون في عهد الحسين عليه السلام أدى به إلى أن يضحي بذرية رسول الله صلى الله عليه واله وبنفسه المقدسة لينبه المسلمين انهم ابتعدوا عن الدين وخرجوا من ولاية الله إلى ولاية الطاغوت والشيطان بالخضوع ليزيد وأمثاله لعنهم الله وهكذا واصل أوصياء رسول الله صلى الله عليه واله بعد الحسين عليه السلام طريق الجهاد في سبيل الله ودعوة الناس للعودة إلى الدين الإسلامي الأصيل الذي جاء به محمد صلى الله عليه واله لا الذي يريده الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة وكان لدم الحسين عليه السلام اثر كبير في عودة الكثير من المسلمين إلى ولاية الله سبحانه وبدأت منذ ذ لك الوقت تتشكل قاعدة إسلامية شعبية يقودها آل محمد عليهم السلام تمثل الإسلام الحقيقي المحمدي الأصيل واستمروا عليهم السلام في الدعوة إلى الله واستمر الطواغيت في الدعوة إلى الشيطان ووجدوا من يعاونهم ممن طلبوا الدنيا بالدين وأوذي أوصياء النبي صلى الله عليه واله غاية الأذى وقتل شيعتهم وفعل بهم طواغيت هذه الأمة كما فعل فرعون بالمؤمنين من بني إسرائيل وقطعت الأيدي والأرجل وصلب المؤمنون على جذوع النخل ولكن للحق أهلا وكلما ألحوا على المؤمنين بالأذى تشيع الناس بالآلاف ولما وصلت الإمامة إلى خاتم أوصياء آل محمد عليهم السلام شاء الله سبحانه أن يحفضه فيغيبه عن عيون الطواغيت لئلا يقتلوه كما قتلوا آبائه عليهم السلام وظل يقود الأمة الإسلامية لمدة تزيد على سبعين عاما من خلال أشخاص من خلص المؤمنين كانوا يتصلون به بشكل مباشر وينقلون كتب المسلمين إليه وأجوبته على المسائل وتوجيهاته عليه السلام ولما انقضت هذه المدة شاء الله أن يغيبه الغيبة الطويلة حتى يأذن الله له بالقيام عندما يتهيأ جيل من هذه الأمة لنصرته ونصرة دين الله ليظهر على الدين كله وقد ورد عنه عليه السلام وعن آبائه بعض الروايات التي يستفاد منها أن قيادة الأمة الإسلامية دينيا ودنيويا هي لرواة حديثهم وفسر البعض رواة الحديث الفقهاء العدول في زمن غيبته ، هذا في حال عدم وجود نائب خاص عنه (ع) يرسل عنه وينقل أوامره للمؤمنين ، أما في حالة إرساله عليه السلام رسول منه فيجب طاعته حتى على الفقهاء بل يجب عليهم نصرته وإذا خذلوه أو عصوا أوامره فهم خارجين عن ولاية أهل البيت عليهم السلام ولا يجب طاعتهم بل يجب مخالفتهم وطاعة الرسول المرسل من الإمام (ع) .

جاء في كتاب ذخيرة الصالحين للشيخ عبد الكريم الزنجاني . رحمه الله ) ص 7-8-9 ( وأما ولاية المجتهد الجامع لشرائط الإفتاء فهي فرع مشتق عن ولاية الإمام عليه السلام المشتقة عن ولاية النبي صلى الله عليه واله , المشتقة عن الولاية الإلهية والسلطة الربوبية ( وتوضيح ذلك ) أن من الواضح البديهي أن سلطان الخالق جلت قدرته على مخلوقاته أسمى أنواع السلطنة واشد أنحاء الولاية , وقد اشتقت من هذه الولاية الإلهية والسلطنة الربوبية ولاية النبي صلى الله عليه واله وهي المنوه بها في قوله تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (الأحزاب:6) ، ثم اشتقت من هذه الولاية النبوية ولاية الإمام عليه السلام كما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه واله في حديث الغدير المروي بالطرق الصحيحة المتواترة في كتب الفريقين فقد مهد رسول الله صلى الله عليه واله لولاية الإمام بقوله ( ألست أولا بكم من أنفسكم ؟ قالوا بلا , قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) الخ … لكي يكون هذا التمهيد قرينة قطعية على انه صلى الله عليه وآله أراد معنى الأولى بالتصرف من كلمة المولى واظهر أن ولاية الإمام عليه السلام فرع لولاية النبي صلى الله عليه وآله ومرتبه منها , ويؤيده ما جاء في الأحاديث المستفيضة من أن الإمام عليه السلام حجة الله على الناس وان له عليه السلام سلطنة مطلقة على الرعية من قبل الله تعالى : وهذه الولاية اصل المذهب ودعامته التي بني عليها .

ومن فروع ولاية الإمام عليه السلام ولاية الفقيه الجامع لشرائط إلا فتاء الملخصة في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام بهذه العبارة (( وأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ’حافظاً لدينه ’مخالفاً لهواه ’ مطيعاً لأمر مولاه فللعــوام أن يقلدوه )) . ولقد بين الإمام عليه السلام حقيقة مخالفة الهوى في الحديث الذي رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج بإسناده عن الإمام الثامن الرضا عليه السلام انه قال ( قال علي ابن الحسين عليهما السلام ( إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهدي وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم فما ا كثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب المحارم منها لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخاً لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فان تمكن من حرام اقتحمه ، وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويداً لا يغرنكم فان شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبوا عن المال الحرام وان كثر ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرماً فإذا وجدتموه يعفو عن ذلك لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك اجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله بجهده، فإذا أوجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون عقله ؟ أو يكون مع عقله هواه ، وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فان في الناس من خسر الدنيا والآخرة ، بترك الدنيا للدنيا ويرى إن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك اجمع طلبا للرئاسة الباطلة ، حتى إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالا ثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، وهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطله إلى ابعد الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما يقدر عليه في طغيانه , وهو يحل ما حرم الله ويحرم ما احل الله لا يبالي ما فاته من دنيه إذ أسلمت له رئاسته التي شقي من أجهلها فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذابا مهينا ولكن الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله وقواه مبذولة في رضا الله يرى الذل مع الحق اقرب الى عز الأبد, من العز في الباطل ويعلم أن قليل ما يحتمله من رضاها ويؤيد ه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ , وان كثير ما يلحقه من سراءها أن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال , كذلك الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا وبسنته فاقتدوا والى ربكم فارغبوا , فبه فتوسلوا فانه لا يرد له دعوه ولا يخيب له طلبه . الخ

ثم أن عناصر ولاية المجتهد الجامع للشرائط مناصب ثلاثة :

(( أحدها )) منصب الإفتاء فيما يحتاج أليه العامي في عمله ومورده المسائل الفرعية والموضوعات الاستنباطية من حيث ترتيب حكم شرعي عليها .

(( والثاني )) منصب القضاء والحكم فيما يراه حقا في المرافعات وغيرها من القضايا المخصوصة .

(( والثالث )) منصب ولاية التصرف في الأموال والأنفس وهي مرتبة من الولاية العامة قابلة للتفويض .

وجاء في كتاب تهذيب الأصول من الزوائد والفضول للسيد عبد الأعلى السبزواري (( رحمه الله )) في الجزء الثاني ص 128 ( ثم أن شؤون الفقيه الجامع للشرائط ليست منحصرة في حجية الفتوى ونفوذ الحكم بل له حجية وجودية أيضا ولو كان ساكتا, لأنه يصح أن يحتج به الله تعالى يوم القيامة , ويصح له أن يشتكي إلى الله تعالى من الجهال أن لم يرجعوا اليه في فهم الأحكام وقد ورد في الحديث ( ثلاثة ليشكون إلى ربهم يوم القيامة عالم لا يُسئل عنه –الحديث -)كما إن له الولاية الانتظامية أي نضم دنيا البشر وسياساتهم نظما ألهيا , بشرط استيلائه على الكل في الكل وبسط يده على الحكم من كل حيثية وجهه ), أذن فواجب المسلمين في زمن الغيبة هي نصرة الدين بتمكين نائب الإمام الخاص المرسل منه (ع) أو الفقيه الجامع للشرائط العادل الزاهد في الدنيا في حال عدم وجود نائب خاص له (ع) من بسط يده على الحكم من كل حيثية وجهه , كما إن واجب العلماء اليوم هو مواجهة الطواغيت لأنه جهاد دفاعي عن بيضة الإسلام في هذا الزمان الذي يحاول الطواغيت طمس الإسلام تماما والعودة في البلاد الإسلامية إلى الجاهلية كفعل يزيد لعنه الله في زمن الحسين عليه السلام بل اكثر من ذلك فقد ملئوا البلاد الإسلامية بالأصنام والصور وفرضوا على المسلمين احترامها وتقديسها لأنها تمثل أشخاصهم الشيطانية المقيتة وهذه الحالة تمثل أجلى مظاهر الشرك بالله فعلى العالم إظهار علمه ومجاهد تهم وأعانة المجاهدين ولو بالفتوى وإيصالها إلى المجتمع والعمل على تثقيف المجتمع دينيا أما العلماء ( أو قل الجهلاء ) لان العالم غير العامل جاهل في الحقيقة كما ورد عنهم عليهم السلام ) الذين يقمعون في دهاليز مظلمة ولا يكلفون أنفسهم حتى سماع أحوال المجتمع الإسلامي أو النهوض بالدين الإسلامي نهوض حقيقي فاعل في المجتمع أو تحريك ساكن فلا يمتون لهذه الفرقة الناجية بصلة وسيجدون أنفسهم يوم القيامة في نفس هذه الدهاليز المظلمة مسودة وجوههم قال رسول الله صلى الله عليه واله ما معناه

( أن شر الناس يوم القيامة عالم لم ينتفع بعلمه )

مما سبق تبين أن للدين الإسلامي نظريته السياسية المتكاملة تشريعا وتنفيذا وعلى المسلمين أن لا يفرطوا بها لأنها اكمل نظرية سياسية عرفتها الإنسانية ولا توجد نظرية سياسية ترقى إلى مستواها لان واضعها ومشرعها هو الله سبحانه وتعالى العليم الحكيم , والذي يجب أن ينفذها هو النبي صلى الله عليه واله أو الإمام المعصوم عليه السلام من بعده ا و الفقيه الرباني الجامع للشرائط العادل الزاهد في الدنيا في حال غيبة الإمام عليه السلام وعدم وجود نائب خاص عنه عليه السلام والحمد لله وحده .
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:08

في طريـــــــق
الخـــــروج من التيــــــــــــه


يا أيها الأحبة أيها المؤمنون والمؤمنات لنعمل جميعاً على أن نكون نحن الجيل الذي يخرج من التيه والصحراء التي وجدنا أنفسنا فيها ولنبدأ بإصلاح أنفسنا ومجتمعنا الإسلامي ، كل حسب مقدرته ووسعه ، قال تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71) أيها الأحبة إن الابتعاد عن الدين الإسلامي والمنهج الرباني جعل على القلوب أقفال ورين وعلى البصائر حجب لا تُزال إلا بالإخلاص لله وبالاندفاع بقوة من ذ ل معصية الله إلى عز طاعة الله ومن ذل طاعة الطاغوت والخضوع له إلى عز طاعة الله والتسليم له ليبزغ النور في القلوب وتنجلي الظلمة عن البصائر ، قال تعالى : (( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ) (الأعلى 9-11) . أعاذني الله وإياكم من الشقاء وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه لعـل الله يمن علينا بفرج مولانا محمد بن الحسن عليه السلام فنفوز بالحسنيين الشهادة بعد النصر وقتل أعداء الدين والمنافقين (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4)

أن في طريق الخروج من التيه الصلاة والزكاة والصوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والحب في الله والبغض في الله وفي طريق الخروج من التيه الالتزام بالشريعة الإسلامية كلها والإخلاص لله والعمل له سبحانه وفي طريق الخروج من التيه دماء تسيل وعرق ينضح ،أن السير في طريق الخروج من التيه غير يسير ولكن عاقبته الخير لان في نهاية هذا الطريق رضا الله سبحانه ورضا رسوله صلى الله عليه وآله وفي نهاية هذا الطريق إقامة دولة الحق والعدل الإلهي على الأرض وبسط كلمة الله اكبر على كل بقعة في الأرض ولطريق الخروج من التيه آيات وعلامات واضحة يستدل بها السائرون إلى الله على صراطه المستقيم ولا ينبئك عن هذه العلامات مثل خبير بهذا الطريق وهو الله سبحانه ومثل العلماء وهم محمد وآل محمد عليهم السلام وأنا في هذا البحث أتطرق لبعض آيات الكتاب العزيز وبعض أحاديث محمد وآله عليهم السلام وحالاتهم لعل الله ينفع بها من ألقى السمع وهو شهيد واهم العلامات في هذا الطريق ؛

الصلاة :

وهي عمود الدين ومعراج المؤمن وشرفه إذا قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها وبها تطهر الأرواح من الرجس كما تطهر الأبدان من الخبث بالماء ، وعن رسول الله صلى الله عليه واله (أن الله تعالى ذكره قسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين ) فإذا حضر وقتها فلا تؤخرها فان التأخير أول السهو عنها وهو يجر إلى الاستخفاف بها ،قال رسول الله صلى الله عليه وآله (( من حبس نفسه في صلاة فريضة فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها ثم مجد الله وعظمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة فريضة أخرى لم يقطع بينهما كتب الله له كأجر الحاج المعتمر وكان من أهل عليين ) التنبيهات العلية الشهيد الثاني

وعن الباقر والصادق عليهما السلام انهما قالا (إنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه فان أوهمها كلها أو غفل عن آدابها لفت وضرب بها وجه صاحبها )التنبيهات

وتفكر في عظمة الله وأنت واقف بين يديه واطل سجودها وركوعها فهي هديتك إلا الملك الحق وثوابها اعظم منها ،ومهما تمكنت فلا تفوت الجماعة في المساجد فان فضل الجماعة عظيم .وعليك ببعض الصلوات المستحبة وخصوصاً صلاة الغفيلة وصلاة الليل لا تتركها على كل حال فان ثوابها عظيم وهي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر ،بعد كل ركعتين سلام كصلاة الصبح إلا ركعة الوتر فهي ركعة واحدة ،ويمكن أن تقتصر صلاة الليل على الحمد فقط ويمكن أن تصلي ركعتي الشفع والوتر فقط وروي انه من استيقظ قبل صلاة الفجر فصلى الوتر ونافلة الفجر ـوهي ركعتان قبل صلاة الفجر ـ كتبت له صلاة الليل فلا تفوت حظك .عن ابي عبد الله عليه السلام ( (جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال يا رسول الله يسأل الله عما سوى الفريضة فقال لاقا ل فو الذي بعثك بالحق لا تقربت إلى الله بشيء سواها . قال : ولم ؟ قال لان الله قبح خلقتي قال فامسك النبي صلى الله عليه واله ونزل جبرائيل عليه السلام فقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول اقرأ عبدي فلاناً السلام وقل له آما ترضى أن أبعثك غدا في الآمنين. فقال يا رسول الله وقد ذكرني الله عنده قال .نعم .قال فو الذي بعثك بالحق لا بقي شيء يتقرب به الى الله عنده الا تقربت به )) ومن منا لم يذنب ومن منا لا يريد أن يأتي آمناً يوم القيامة ؟

والدعاء:

قال تعالى (( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ ) (الفرقان: 77)

وقال تعالى (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) . عليكم بالدعاء في اليسر والعسر ولقضاء كل حاجة صغيرة أو كبيرة ولا تستصغر شيء أن تطلبه من الله ولا تستكثر شيء أن تطلبه من الله فانك لم تصب خيراً قط الا من الله ولم يدفع عنك شر أحد قط إلا الله وروي إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام (( يا موسى أدعوني لملح عجينتك ولشسع نعلك ولعلف دابتك )). واعلموا أيها الأحبة إن الله سبحانه وتعالى لا يحد بوصف وعطاءه ما لا نهاية له وإنما ينـزل بقدر لان عالمنا محدود فاطلب ما بدا لك من خير الدنيا والآخرة لما فيه صلاح دينك ورضا ربك ولا تفوتك ادعية الصحيفة السجادية المباركة فهي زبور آل محمد عليهم السلام ودعاء كميل خصوصاً في ليالي الجمع ودعاء ابي حمزة الثمالي والمناجاة الشعبانية وأورد هنا هذه المناجاة لعل الله يجعل فيها نجاتنا من مكائد الدنيا وخدعها ويوفق البعض لتدبر معانيها أو لحفظها والدعاء بها على كل حال .

بسم الله الرحمن الرحيم



((الهي أسكنتنا داراً حفرت لنا حفر مكرها وعلقتنا بأيدي المنايا في حبائل غدرها فأليك نلتجأ من مكائد خدعها وبك نعتصم من الاغترار بزخارف زينتها فإنها المهلكة طلابها المتلفة حلالها المحشوة بالآفات المشحونة بالنكبات الهي فزهدنا فيها وسلمنا منها بتوفيقك وعصمتك وانزع عنا جلابيب مخالفتك وتول أمورنا بحسن كفايتك وأوفر مزيدنا من سعة رحمتك واجمل صلاتنا من فيض مواهبك واغرس في أفئدتنا أشجار محبتك وأتم لنا أنوار معرفتك وأذقنا حلاوة عفوك ولذة مغفرتك وإقرار أعيننا يوم لقائك برؤيتك واخرج حب الدنيا من قلوبنا كما فعلت بالصالحين من صفوتك والأبرار من خاصتك برحمتك يا ارحم الراحمين ويا اكرم الأكرمين ))

وعليكم بذكر الله على كل حال في العمل وفي الفراغ وفي الليل والنهار وخاصة بعد الصلاة الواجبة قبل أن تقوم من مقامك . واكثروا من الصلاة على محمد وال محمد ولا تتركوا سجدة الشكر بعد الصلاة وبعد كل نعمة ينعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وبعد كل مكروه يدفع عنك وصفتها أن تسجد ثم تضع خدك الأيمن على الأرض ثم الأيسر ثم تعود للسجود واقل ما يقال فيها شكراً لله ثلاث مرات والأفضل مائة مرة ومن الأذكار التي على المؤمنين المداومة عليها خصوصاً بعد صلاة الصبح .

1- لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (10مرات ) بعد صلاة الصبح وقبل غروب الشمس

2- سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (10 مرات )

3- اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له آلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبه ولا ولداً (10 مرات )

4- اللهم صل على محمد وعجل فرجهم ( 100 مرة )

5- سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر (30 مرة ) وهذه الأذكار كما أن لها فائدة أخروية كذلك لها فائدة دنيوية وتدفع شر السلطان والشيطان .

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

وهو من أهم الواجبات التي يقوم بها المجتمع الإسلامي ككل فطالب العلوم الدينية والطبيب والفلاح والمهندس وكل فرد في المجتمع الإسلامي مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عند المنكر وقد انذر رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الأمة عن تركه بان يسلط الله عليها شرارها ثم يدعون فلا يستجاب لهم وهل يوجد اشر من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم فعودوا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذكم في الله لومة لائم ولترفع الأصوات بوجه كل عاصي لعل الله يرحمنا ويرفع عنا هذا البلاء : قال تعالى (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (آل عمران:104) وقد ورد عنهم عليهم السلام أن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وتمنع المظالم وتعمر الأرض وينتصف للمظلوم من الظالم ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهو عن المنكر وتعاونوا على البر فان لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولن يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء ، وقال النبي صلى الله عليه وآله ( كيف بكم إذا فسدت نسائكم ، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقيل له ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وآله نعم فقال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال صلى الله عليه وآله نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكر والمنكر معروف ؟ ) فعلى كل مؤمن ومؤمنة اليوم أن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر ويعملوا ليل نهار لإصلاح النفوس الفاسدة التي أصبحت ترى المعروف منكر اً والمنكر معروفاً والحمد لله وحده .

والخمس والزكاة :

ورد في جمله من الأخبار أن مانع الزكاة كافر وقال الباقر عليه السلام (أن اشد ما فيه الناس يوم القيامة إذا قام صاحب الخمس فقال يا رب خمسي ) وقال إمام العصر عجل الله فرجه الشريف ( من أكل من مالنا شيئاً في بطنه ناراً وسيصلى سعيرا ). ودفع الخمس والزكاة فيه خير الدنيا والآخرة ويوجد البركة والزيادة في المال قال تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر 29-30) .

ولعل أهم ما يجب أن تعرفه أن من لا يدفع ماله في سبيل الله لا يدفع نفسه في سبيل الله فالذي لا يدفع الخمس والزكاة لن يقاتل مع صف الإمام الحجة عليه السلام بل لا يبعد انه سيحارب ضد الإمام عليه السلام إذا تعارضت عدالة الإمام عليه السلام مع مصالحه الشخصية ، وانظر بعين الأنصاف أن المال كله لله فهو مالك كل شيء ، ومع ذلك فقد جعل لك أربعة أخماس ما جعلك مستخلفاً فيه وفرض عليك أن تدفع الخمس والزكاة لتعبر عن طاعتك له وحبك له ولرسوله صلى الله عليه وآله وذريته لا لحاجة الله لهذا المال فأنت اليوم تنفقه على الفقراء والمساكين إن أخرجته ، واضرب مثال : صاحب مزرعة أعطاها لعمال فقال لهم اعملوا فيها وخذ وا أربعة أخماس الإنتاج والخمس الباقي أعطوه لجيرانكم من الفقراء لأني لا أريدهم أن يجوعوا أو يعروا فطمع العمال حتى بالخمس وأكلوه هل ترى اكرم من صاحب المزرعة وهل ترى ابخل من هؤلاء العمال والحمد لله رب العالمين .

والصيام :

وهذه العبادة تربي في النفس الاهتمام بأحوال المسلمين الفقراء أضافة إلى تقوى الله فلا تقض نهار صيامك في التفكير بإفطارك ونوع الطعام الذي ستتناوله فيه فعندما تحس بالجوع وأنت صائم تذكر كم من المسلمين يقضون معظم أيام السنة جياع ولاتكن من الذين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (يّـس:47) . وليس كل ما في وسعك هو إطعام بعض الفقراء بل علينا جميعاً أن نعمل لرفع الفقر عن هؤلاء المسلمين الذين يمثلون اليوم معظم ابناء الأمة الإسلامية الغنية بكل أنواع الثروات من ارض زراعية ومعادن ونفط ولو أن ما في ارض المسلمين ينفق على المسلمين وفق الشريعة الإسلامية لأصبح المسلم اليوم من أغنى الناس ولكن وللأسف تسلط اليوم على الأرض الإسلامية الغنية طواغيت لا هم لهم إلا نهب ثرواتها وبناء القصور والفجور وشرب الخمور إن أحد هؤلاء الطواغيت يسافر إلى إحدى دول الغرب ومعه سبع طائرات عملاقة ومائتي طن من المواد الغذائية والكماليات وغيرها ومن الخدم وغيرهم الذين ينفق عليهم ما يكفي لإطعام مدينة من المدن الإسلامية التي يتضور أهلها جوعاً ، وأحدهم ينفق على بعض وسائل الأعلام ما يكفي لإطعام الشعب المؤمن الذي تسلط عليه بإراقة الدماء والذي يتضور جوعاً كل هذا في سبيل أن تغطي وجهه الأسود وفمه الذي يقطر من دماء المؤمنين ليبقى متسلطاً على المسلمين ولو يوم آخر ينهب فيه الأموال ويأكل فيه الكثير من الطعام لا اشبع الله بطنه . أيها الأحبة أن في الصيام تدبر وتفكر في أحوال المسلمين وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا وفي الصيام حب في الله وبغض في الله ، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدة وغلظة على الكافرين والمنافقين ، فأحذروا أن يكون صيامكم جوع وعطش ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ما اقل الصوم وما اكثر ا لجوع ) وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الضمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ) وروي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لجابر ابن عبد الله الأنصاري ( يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليلته وصان بطنه وحفظ لسانه خرج من الذنوب كما يخرج من الشهر ، قال جابر ما أحسنه من حديث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وما أصعبها من شروط ) ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن فاعملوا على تدبر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء فعن رسول الله صلى الله ( يأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ) البحار .ج52 وما اكثر نسخ القرآن اليوم وما اكثر من يقرأ القرآن والحمد لله ولكن هل نتدبر القرآن ؟ هل نتخلق بأخلاق القرآن ؟ هل نتفكر بآياته ؟

هل نحن عباد الله ؟ ، هل نحن كافرون بالطاغوت كما امرنا في القرآن ؟ ، هل نحن موقنون ؟ ، قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ) (الرعد:31)

سبحان الله كل هذا في القرآن ونحن غافلون عن القرآن فإنا لله وإنا إليه راجعون وهل نظن إننا تدبرنا القرآن ونحن نجزع لاقل نازلة تنـزل بنا ففي القرآن دروس لا تحصى في الصبر والتوكل على الله في سورة الشعراء ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء 61-62) . هل تدبرنا معنى هذه الآيات ، أصحاب موسى عليه السلام يؤكدون انهم واقعون بيد فرعون وجنوده ، وموسى عليه السلام يؤكد إن الله سيهديه وينجيه من فرعون وجنوده ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) هل استعملت هذه الآية سلاح تهزم به عدوك كما فعل موسى عليه السلام ؟ .

اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:10

والصبر :

( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان 17-19)

وعن ابي عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله ( لا حاجة لله فيمن ليس في ماله وبدنه نصيب ) الميزان ج 5 ص 13 و عن رسول الله صلى الله عليه واله عند ما سئل من اشد الناس بلاءً في الدنيا ؟ فقال ( النبيون ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المؤمن بعد على قدر أيمانه وحسن أعماله فمن صح أيمانه وحسن عمله اشتد بلاءه ومن سخف أيمانه وضعف عمله قل بلاءه ) الميزان ج 5 .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( لو احبني جبل لتهافت ) وقال عليه السلام ( من احبنا اهل البيت فليستعد للبلاء جلباباً ) الميزان ج5 .

فالمؤمن مبتلى ولا بد له من الصبر سلاح قوي يواجه به المصائب والأبتلاءات والصبر في سبيل الله من اعظم العبادات وله مظاهر كثيرة منها الصبر على العبادة والصبر عن المعصية والصبر عند المصيبة ولعل من اعظم مصاديق الصبر تحمل المشقة والمصائب التي تعترض الإنسان المؤمن الذي يخلص في طاعة الله حيث انه يواجه الباطل بما فيه من طواغيت ومترفين وجهال ، فاصبروا أيها المؤمنون والمؤمنات على الأذى الذي تتعرضون له من الطواغيت وعبيدهم من مترفين وسفهاء وعضو على دينكم بالنواجذ واصبروا على ضيق المعيشة ولا توردوا أنفسكم موارد الهلكة فهذه الحياة ساعة الموت لا يراها الإنسان إلا كساعة ما لبث أن يعرف الناس فيها واعلموا إن دنيا زويت عن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم لا خير فيها فاعملوا على إصلاح دينكم لتصلح دنياكم وأخراكم ، عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من يغير من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر كالثعلب بأشباله قالوا ومتى ذلك الزمان يا رسول الله قال إذا لم ينل المعيشة إلا بمعاصي الله فعند ذلك حلت العزوبة قالوا يا رسول الله أمرتنا بالتزويج قال : بلى ولكن إذا كان ذلك الزمان فهلاك الرجل على يد أبويه فان لم يكن له أبوان فعلى يد زوجته وولده فان لم يكن له زوجه ولا ولد فعلى يد قرابته وجيرانه قالوا وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يوردونه موارد الهلكة ) منتخب الأثر ص 237 .

أيها الأحبة تحملوا المشقة واقبلوا القليل من الحلال واقلوا العرجة على الدنيا ولا تداهنوا الطواغيت وأعوانهم فان فرج آل محمد وفرجكم قريب إن شاء الله إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( لا تكونوا ممن خدعته العاجلة وغرته الأمنية فاستهوته الخدعة فركن إلى دار سوء ، سريعة الزوال وشيكة الانتقال ، انه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كأناخة راكب أو صر جالب فعلى ما تعرجون ماذا تنتظرون فكأنكم والله وما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن ، وما تصيرون إليه من الآخرة لم يزل ( تـزل ) فخذوا أهبة لا زوال لنقله واعدوا الزاد لقرب الرحلة واعلموا إن كل امرئً على ما قدم قادم ، وعلى ما خلف نادم ) نهج السعادة .، إذا كان قبل ألف وأربعمائة سنة تقريباً لم يبق من الدنيا في جنب ما مضى إلا كأناخة راكب فاعلموا إن ما بقي اليوم من الدنيا ليس بشيء يذكر أو يمثل فلربما ظهر الإمام المهدي عليه السلام في هذه السنة أو في السنة التي تليها فهل نبقى غافلين منكبين على طلب الدنيا غافلين عما يراد بنا ( الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ) ، سئل أبو ذر رضي الله عنه لماذا نحن نكره الموت فأجاب لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم والمرء يكره أن ينتقل من عمار إلى خراب ، خلقنا الله للعبادة فوقتنا يجب أن يكون للعبادة وما زاد منه لطلب الرزق والعمل لا العكس .

قال رسول لله صلى الله عليه وآله ( أيها الناس أن الرزق مقسوم لن يعدو أمرؤ ما قسم له فأجملوا في الطلب وان العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له ….) نهج السعادة ، وقال صلى الله عليه واله عند منصرفه من أحد ( أيها الناس اقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم واعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم …) وقال علي عليه السلام ( لم يفوتك ما قسم لك فاجمل في الطلب ولن تدرك ما زوي عنك فاجمل في المكتسب ) وقال عليه السلام ( سوف يأتيك أجلك ، فاجمل في الطلب ، وسوف يأتيك ما قدر لك فخفف في المكتسب ) وقال عليه السلام ( عجبت لمن علم إن الله قد ضمن الأرزاق وقدرها وان سعيه لا يزيده فيما قدر له منها وهو حريص دائب في طلب الرزق ) واعلموا إن هذه الأحاديث لا تتناقض مع طلب الرزق والسعي في مناكب الدنيا ولكنها تعارض الطلب الذي يجعلك تترك العبادة أو تقصر فيها او تؤخر الصلاة عن وقتها أو تهلك بدنك في الطلب فان لبدنك عليك حق قال أمير المؤمنين

خذ القناعة من الدنيا وارض بهـا واجعل نصيبك منها راحة البد ن

وانظر إلى من ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن

واعلموا إن الذي يجهد بدنه لن يقوى على العبادة فيجب أن نوفر وقتاً للعبادة الواجبة والمستحبة ونعد العدة لها وخصوصاً صلاة الليل لا تتركوها على كل حال ، قال الإمام الحسن عليه السلام ( يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد المغالب ولا تتكل على التقدير اتكال المستسلم فان ابتغاء الفضل من السنة والإجمال في الطلب من العفة وليست العفة بدافعة رزقاً ولا الحرص بجا لب فضلاً فان الرزق مقسوم والأجل موقوت واستعمال الحرص يورث المآثم ) .



والتقيـــــــــــــة:
نحن جميعا نمارس التقية في حياتنا اليومية فالإنسان مفطور على تجنب الضرر المادي بل الحيوان الصامت كذلك ولكننا نحتاج الى تقنين هذه الطبيعة وفق التشريع الإسلامي ، فالتقية في الإسلام عبادة من أهم العبادات التي يجب أن يلتزم بها المؤمنون التزام كامل ودقيق وترك التقية في مواردها محرم كما أن العمل بها في غير مواردها يورد المؤمن موارد الهلكة فكثير من المؤمنين يُفرِطون في التقية وقليل من المؤمنين يُفرِّطون بها وقد ورد عن الأئمة ( عليهم السلام ) النهي عن حالتي الإفراط والتفريط في التقية فعن الصادق ( عليه السلام ) ما معناه ( التقية ديني ودين آبائي ) وعنه عليه السلام ( من لا تقية له لا دين له ) كما ورد عنه عليه السلام ما معناه ( إنكم لو دعيتم لتنصرونا لكانت التقية احب إليكم من آبائكم ) فبينما هو يؤكد عليه السلام على التقية والعمل بها في مواردها يذكر إن بعضهم يتخاذلون عن نصرة آل محمد عليهم السلام ويعتذرون بالتقية خصوصاً في زمن ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، أذن فالتقية لا تعني ترك الجهاد والعمل في سبيل الله ولكنها تعني العمل بحذر فمثلاً إذا كنت تريد أن تقتل أفعى سامة فعليك أن تقتر ب منها بهدوء ثم تضرب رأسها أما إذا أثرت الكثير من الضجيج فستنتبه هذه الأفعى انك تقترب منها وربما ستبدأ هي بالهجوم عليك ، وعن ابي جعفر عليه السلام في صحيح الحذاء ( والله إن احب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا … ) وكتم حديث اهل البيت عن غير أهله من الذين لا يقولون بإمامة آل محمد عليهم السلام المعاندين لهم والخارجين عن ولايتهم .
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:10

و الجهــــــــــــــــا د :

قال تعالى : (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:40)

أيها المؤمنون والمؤمنات إن هؤلاء الحكام تسلطوا على المسلمين بالقوة واستباحت الدماء التي حرم الله وبالمكر والخداع وشراء المرتزقة من الأراذل واخذوا يحاربون كل إنسان حر يرفض التعبد بقوانينهم لانهم يرون أنفسهم آلهة يجب أن تطاع من دون الله ،انهم يعتبرون أنفسهم فوق البشر فعليهم أن يقولوا ويفعلوا وعلى الناس أن يثنوا على الأقوال ويحمدوا الأفعال ،انهم مستكبرون لا يعون الكلمة الطيبة ،إنما يفهمونه القوة ، والقوة فقط هي التي تحل مشكلتنا مع هؤلاء الظلمة المستكبرين وهذا قدرنا إن الله سبحانه وتعالى شاء أن يمتحن المؤمنين بالجهاد ليعلم الصادق في إيمانه من الكاذب الذي يدعي الإيمان قال تعالى (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت1-2)

* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * ) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت 1-6)

إن هؤلاء الطواغيت ركزوا بين اثنين السلة أو الذلة كما قال مولانا الحسين عليه السلام ويأبى الله لنا الذلة ورسوله والمؤمنون فلا بد من جهاد هؤلاء الطواغيت ومرتزقتهم الذين يمتصون دماء المسلمين قبل أن يأتي يوم نصبح فيه أجساد بلا دماء وأموات نسير على الأرض وليس لمسلم أن يقول لا أريد أن أتدخل في السياسة لان كل مسلم ملتزم بإسلامه متفقه في دينه هو سياسي ، انظروا إلى كتب الفقه الإسلامي إن ما فيها من إحكام المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والسياسية اكثر بكثير مما فيها من أحكام العبادات ، ثم أليس القرآن هو دستور حياتنا والطريق الذي يرسمه لنا هو الصراط المستقيم الذي يجب أن نسير عليه فإذا تدبرنا القرآن وجدناه ثورة الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين المستضعفين بوجه الطواغيت المستكبرين وإذا تدبرنا حديث النبي صلى الله عليه وآله وجدناه يقول ( خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) إن في هذا الحديث تفضيل لجهاد الحاكم الجائر وذلك لانه يحكم بحكم الجاهلية ويتبع هواه ويستبيح الدماء والأموال والفروج ولا يبقى من الإسلام إلا ما يوافق هواه ويشتري من علماء السوء من يفسر له القرآن وفق هواه فيجعل أولي الأمر في الآية (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (النساء:59)

هم الحكام الظلمة لا الأئمة الأثنا عشر المعصومون عليهم السلام ويصبح موسى وعلي والحسين عليهم السلام بغاة على أئمة زمانهم فرعون ومعاوية ويزيد لعنهم الله وهكذا يرجع الناس إلى الجاهلية ولا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه ، ومن هنا نعرف أن جهاد الحاكم الجائر جهاد دفاعي عن الإسلام فلا بد للمسلمين من مجاهدة الطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية والقضاء على مرتزقتهم وإقامة الحكومة الإلهية الربانية الإسلامية وبالتالي تنفيذ ما شرعه الله في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه العظيم صلى الله عليه واله وما جاء به الأئمة الأثنا عشر المعصومون عن رسول الله صلى الله عليه وآله في البلاد والعباد ونشر العدل والقضاء على الفساد ولا بد من الجهاد المسلح ولكي نهيئ هذه الأمة لهذه المرحلة لابد من أمور هي :-

1- نشر الفقه الديني بين المؤمنين :

وهذه مهمة كل مؤمن وهو واجب شرعي لانه مقدمة كل العبادات ولصحة المعاملات ولكن كل بحسب وسعه فواجب خريجي الجامعات ليس كواجب الأمي فمثلاً على خريج الجامعة أن يدرس الفقه أو بعض المساءل الفقهية ويستعين بطلبة العلوم الدينية وهذا واجبهم كمرشدين ثم يقوم هو بنشر الفقه بين المؤمنين أما الذي لا يقرأ فيستطيع أن يتعلم بعض المسائل الفقهية في الجامع او من بعض المؤمنين ثم يقوم بنشرها بين المؤمنين ولا يستقل أحد علمه فلو كنت تعرف مسألة فقهية واحدة فاعمل على نشرها بين المؤمنين واعلموا إن بنشر الفقه وتباحث المؤمنين حول التشريع الإسلامي وأحوال المسلمين اليوم يتعرى الطواغيت وأعوانهم الذين يتظاهرون بالإسلام ويعرف المسلمون مدى خروج هؤلاء الحكام الظلمة عن الشريعة المقدسة واستهزاءهم بها ومحاربتهم لأولياء الله الربانيين والمؤمنين المتدينين.

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

ذكرت فيما سبق إن هذا العمل هو مهمة المجتمع بأسرة وهو واجب من أهم الواجبات الشرعية نكسب بها رضا الله ونفضح بها الطواغيت ، ويجب أن نركز على إصلاح نفوس الخاضعين للطاغوت فنذكرهم بالقران والأنبياء عليهم السلام وجهادهم للطواغيت قال تعالى (( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) (غافر:51) وقال تعالى (( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة 21-22) ، قال تعالى (( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات 171-173) . أن الذي في نفسه ولو جذوة من الحق سيتذكر ويرجع إلى ولاية الله ولا ينصاع إلى أوامر الطاغوت وينضم إلى صفوف المؤمنين واما الشقي الذي يظن أن استسلامه للطاغوت سينجيه ويبقيه حياً فلا تأسوا عليه فهذا يظن أن الحياة بيد الطاغوت لا بيد الله وانطوت نفسه على خوف وجبن من الطاغوت حتى اصبح طبيعة ثانوية ، أما أعوان الطاغوت فهؤلاء قد اسودت قلوب معظمهم وعميت بصائرهم واصبحوا يرون المنكر معروفا والمعروف منكرا ولكن هذا لا يعني أن نتركهم ليكونوا جميعاً حطباً لجهنم فلعل فيهم من يمكن إصلاحه وأعادته إلى ولاية الله وليكن لنا كمؤمنين في الحسين عليه السلام أسوة حيث نصح لجيش يزيد بن معاوية لعنهم الله وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فكانت النتيجة عودة قائد من قواد جيش الأمويين وهو الحر بن يزيد الرياحي ( رضي الله عنه ) إلى الحق ولو لم تكن الا هذه النتيجة من خطبة أبي عبد الله عليه السلام لكفى .

وعلى المؤمنين الاحتياط والحذر في نصح هذه الفئة الضالة وعلى أرحامهم من المؤمنين أو من يامن منهم الضرر أن ينصحهم ويحاول إصلاحهم ولا ييأس المؤمنون من إصلاح المجتمع الإسلامي فهم حزب الله وجنده قد كتب الله لهم الفلاح والغلبة وسيرسل الله سبحانه لهم القائد الرباني المهدي عليه السلام المصلح العظيم والمنفذ لشريعة الله على الأرض والكلمة التي سبقت من الله لعباده المرسلين ووعده سبحانه لهم بالنصر ولابد أن تشرق الشمس بعد هذا الغياب الطويل والعناء المرير ، فاعملوا ليلاً ونهاراً وسراً وعلانيةً واعلموا أن اجر المؤمن الذي يعمل لتهيئة الأساس لدولة صاحب الزمان عليه السلام في هذا الوقت عظيم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( طوبى لمن أدرك قائم اهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أولئك رفقائي وذو ودي ومود تي واكرم أمتي عليّ ( قال رفاعة : واكرم خلق الله علي ) وعن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ( سيأتي قوم من بعد كم الرجل الواحد منهم لهو اجر خمسين منكم قالوا : يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن فقال : أنكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم ) غيبة الطوسي ص 275 ، عن محمد بن عبد الخالق وأبي بصير : قال قال أبو عبد الله عليه السلام ( يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سر الله وعلماً من علم الله والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلف الله ذلك أحد غيرنا ولا استعبد بذلك أحد غيرنا وان عندنا سراً من سر الله وعلماً من علم الله امرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما امرنا بتبليغه فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك ا قوا ماً خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمد و ذريته عليهم السلام وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمد وذريته عليهم السلام فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك ( فبلغهم عنا ذلك فقبلوه واحتملوه ) وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا فلولا انهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك لا والله ما احتملوه ثم قال إن الله خلق لجهنم والنار فامرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم ورد وه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكره ليكون ذلك دفعاً عن أولياءه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه وامرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، ثم رفع يده وبكى وقال اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم فانك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً )) أصول الكافي ج 2 .
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:12

3 – نشر فكر الثورة الإسلامية:

الثورة الإسلامية هي ثورة محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم والمؤمنين والمستضعفين على طواغيت زمانه أمثال أبي سفيان وكسرى وقيصر وأعوانهم ولن تنتهي هذه الثورة حتى يقول كل من على الأرض ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) ويتحقق العدل الإلهي وينبسط على كل أرجاء المعمورة على يد مهدي هذه الأمة عليه السلام .

ولا يشك مسلم أن ثورة الحسين عليه السلام هي استمرار لثورة الرسول صلى الله عليه وآله حيث قال في الحديث المشهور ( حسين مني ) فثورة الحسين عليه السلام هي ثورة حزب الله وجنوده على الطاغوت وحزبه وخروج الحسين عليه السلام هو خروج الرسول صلى الله عليه وآله في شخص ولده الحسين عليه السلام سيد شباب اهل الجنة ، لم يكن خروج الحسين عليه السلام ليحقق نصر عسكري في ساحة المعركة وهو يعلم إن معه سبعون رجلاً أو يزيدون قليلا بل إن الحسين عليه السلام خرج بعهد من جده رسول الله صلى الله عليه واله وكان يعلم انه سيقتل ويقتل أصحابه وولده حتى الرضيع وتسبى النساء وفيهن زينب بنت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) أن ثورة الحسين (عليه السلام ) استهدفت إحياء الثورة الإسلامية المحمدية وحقيقتها الإصلاحية التي كان الأمويون يريدون تحويلها إلى مجرد نهضة عسكرية لإقامة إمبراطورية عربية باسم الإسلام فجاءت نهضة الحسين ( عليه السلام ) لتقول للناس جميعاً في كل مكان وزمان إن الإسلام لا يستهد ف ا قامة إمبراطورية عربية أو إسلامية أن هدف الإسلام هو أن يقول كل من على الأرض ( لا اله إلا الله ) إن هد ف الإسلام هو ا قامة العد ل الإلهي على الأرض جاءت ثورة الحسين ( عليه السلام ) لتعلن براءة الله سبحانه وتعالى ورسوله ( صلى الله عليه واله ) من الحكام الذين تسلطوا على هذه الأمة وابعدوا خلفاء الله في أرضه أوصياء محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الأئمة الأثنا عشر عليهم السلام عن ا لحكم ، أن ما حصل في كربلاء في العاشر من المحرم سنة إحدى وستين للهجرة يؤكد أن الأمة الإسلامية ارتدت إلى الجاهلية بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وكان اعظم مظاهر هذه الردة هو قتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ورفع رأسه على رمح واسر الوصي الرابع من أوصياء محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) علي ابن الحسين ( عليهما السلام ) وجره إلى الشام مكبلا بالحد يد فكان ما فعلته هذه الأمة مع أوصياء نبيها ( صلى الله عليه واله وسلم ) استكمال لما فعله بنو إسرائيل مع أنبيائهم ( عليهم السلام) ، إن لم يكن ما فعلته هذه الأمة أنكى واعظم ، واصبح ما حصل في كربلاء لعنة على ذلك الجيل من الأمة الإسلامية الذي ارتضى أن يقتل الحسين عليه السلام ، وفي نفس الوقت فهو رحمة لأجيال هذه الأمة التي جاء ت بعد مقتل الحسين عليه السلام حيث بدأ يتعمق في نفوس الكثيرين فكر الثورة الإسلامية التي وضع خطتها الله سبحانه وتعالى وينفذها محمد وال محمد عليهم السلام من بعده ونحن اليوم نستوعب هذه الحقيقة لأنها واقع عملي فلا يأتي يوم عاشوراء حتى تسمع الدوي والعويل يرتفع على كل بقعة في الأرض يتواجد فيها المؤمنون ، لقد ضحى الحسين عليه السلام بكل شيء ليصبح أوضح علامات الطريق إلى الله والخروج من التيه الذي وقعت فيه هذه الأمة وليضع الأساس القوي والمتين الذي يرجع إليه كل مسلم يرفع سيفه بوجه الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة ليعيدوها إلى الجاهلية فثورة الحسين عليه السلام المحمدية الإسلامية الأصلية استهدفت إصلاح نفوس أبناء هذه الأمة وتهيئة جيل مؤهل لحمل الرسالة الإلهية ، جيل رباني يعبد الله ولا يقبل إلا بالقرآن دستور وبالمعصوم المعين من الله أو من ينوب عنه حاكماً ، فان كان مقتل الحسين عليه السلام أمر عظيم فانه الهد ف منه بقد ر تلك العظمة انه إقامة دولة لا اله إلا الله الكبرى على الأرض دولة العدل الإلهي بقيادة ابن الحسن عليهما السلام الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف …

4- تهيئة القوة للجهاد :

إذا تفقه المسلمون في دينهم وبدءوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واستوعبوا هدف الثورة الاسلامية وهو حمل كلمة لا اله إلا الله إلى اهل الأرض وإقامة العدل الإلهي على الأرض اصبح لدينا جيل مهيأ لجهاد الطواغيت فتكون المرحلة الرابعة هي الاستعداد للجهاد بدنياً وتهيأت السلاح ولو كان سكين صغيرة أو قطعة حديد ولا تستصغروها فان أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله انتصروا بجريد النخل على سيوف مشركي قريش واعلموا إن الله معكم وهو مثبتكم وناصركم بملائكته إن كنتم مخلصين له سبحانه ،و مع جنود الطاغية الشيطان هو الذي يستفزهم وسينكص على عقبيه عند ما يتراءى الجمعان وسيهزم الجمع ويولون الدبر قال تعالى : (( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (ابراهيم:22) ، فبهذه المراحل التي مرت يتهيأ جنود المهدي عليه السلام جنود الله سبحانه وتعالى للجهاد نفسياً وبدنياً ، وليستحضر كل مؤمن مجاهد في نفسه انه مع الله سبحانه جبار السماوات والأرض فلا يخاف ولا يخشى من الطاغوت وجنوده مهما كثر عددهم وعد تهم ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) (النساء:76) وعندئذ سيفرج الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمة ويرسل لها القائد الرباني المهدي عليه السلام الذي يقودها للخروج من التيه ولدخول الأرض المقدسة إن شاء الله سبحانه وتعالى …

والمهدي عليه السلام هو محمد ابن الحسن ابن علي ابن محمد ابن علي ابن موسى ابن جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام ، فهو من ولد علي عليه السلام وفاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمسلمون متفقون على خروجه في آخر الزمان والأحاديث في ذلك متواترة ومنكره كافر بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه واله . ولادته عليه السلام سنة 255 هـ قبل شهادة أبيه الإمام العسكري بخمس سنين وأمه حفيدة قيصر ملك الروم يرجع نسبها إلى أحد حواري عيسى عليه السلام وقد رآه الكثير من المؤمنين في حياة أبيه الإمام العسكري عليه السلام ، وبعد توليه منصب الإمامة كان يراه سفرائه الأربعة في زمن الغيبة الصغرى ولمدة تزيد عن سبعين عاماً ثم شاء الله أن تقع الغيبة الكبرى وسيبقى عليه السلام حياً حتى يملئ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً .

وجاء ذكره في التوراة والإنجيل ويسمى فيها بقديم الأيام لطول عمره عليه السلام . وينزل عيسى عليه السلام في زمن قيامه من السماء وزيراً له ومؤيداً لحقه عليه السلام .

قيامه عليه السلام في مكة ، يجتمع له أصحابه فيها وعدتهم ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً على عدة أهل بدر وأصحاب طالوت الذين عبروا معه النهر ثم يتوافد المؤمنون المخلصون إلى مكة من كل بلاد المسلمين حتى يبلغ العد د عشرة آلاف وهم أول جيشه عليه السلام ، ولا يخرج من مكة لقتال الطواغيت حتى يخسف الله الأرض بجيش السفياني بين مكة والمدينة ، وهو جيش يرسل للقضاء على حركة المهدي عليه السلام ، وبعد هذا الحادث يبدأ حركته بتطهير الأرض الإسلامية من الطواغيت وعبيدهم المجتمعين حولهم ويقضي على السفياني وجنده الأرجاس ويحرر الأرض المقدسة ويدخل الناس في دين الله أفواجاً ، ولكن الامتحانات في زمن ظهوره عليه السلام كثيرة منها الدجال

وجيوش الغرب لكن الله ينصر وليه المهدي عليه السلام وجنود الله الذين معه على أعداءهم ليظهر الدين الإلهي على الدين كله ولو كره المشركون كما وعد سبحانه وتعالى في كتابه الكريم القرآن . ومن علامات قرب ظهوره عليه السلام أن تمنع السماء قطرها وحر شد يد واختلاف الشيعة ويقع الموت في الفقهاء وقتل كثير منهم في النجف وحصار اقتصادي على العراق كما ورد يكاد لا يجبى للعراق قفيز ولا درهم ومنع أهل العراق من الحج والذين يمنعونهم الروم ( الغرب اليوم )كما روي عن الصادق عليه السلام مخاطبا بعض أهل العراق (…فعند ذلك تمنعون الحج وينقص الثمار ويجدب البلاد وتبتلون بغلاء الأسعار وجور السلطان ويظهر فيكم الظلم والعدوان مع البلاء والوباء والجوع وتظلكم الفتن من الآفاق ….) وزخرفة المساجد ، وتزيين المصاحف ،والأكل في المساجد ،وان تصبح السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة ،وقتل أربعة الآف مسلم في مسجد الكوفة في يوم الجمعة يقتلهم حكام العراق وهدم حائط مسجد الكوفة واختلاف حكام العراق فيما بينهم وهذا الاختلاف أول علامات ذهاب ملكهم وطمع الناس فيهم ،وظهور الكوكب المذنب يضيء كما يضيء القمر وينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه والنداء من السماء في شهر رمضان في الثالث والعشرين منه ، وظهور السفياني في الشام في الأردن واحتلاله سوريا وبعض فلسطين وقبله يحصل اختلاف في الشام على الحكم ، ودخول السفياني العراق وقتله حاكم العراق وخسوف القمر في آ خر شهر رمضان لخمس بقين منه وكسوف الشمس في منتصف شهر رمضان وهاتين العلامتين في شهر واحد ، وفيضان يملئ الكوفة في سنة قيامه عليه السلام ، وان تمطر السماء أربع وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها في الأرض في سنة قيامه عليه السلام وان يفسد التمر في النخل وورد ا ن تفسد الثمار في الأشجار ، وظهور نار في الحجاز وظهور نار في السماء ، وظهور حمرة في السماء ، وركود الشمس عند الزوال وخراب بغداد بالحروب والفتن وخراب البصرة وظهور ذكره عليه السلام على ألسنة الناس وخروجه في وتر من السنين وقتل النفس الزكية في الكعبة يذبح بين الركن والمقام ويقوم القائم بعد هذه العلامة بخمسة عشر يوم أو اقل منها وبعد قيامه توجد علا مات للدلالة عليه وهي الخسف بجيش السفياني في البيداء بين مكة والمدينة وربما كان النداء بعد قيامه للدلالة على حقه خصوصاً إن المنادي جبرائيل عليه السلام في السماء

هذا بعض ما ورد في الحديث عنهم عليهم السلام والله اعلم ، وما أوتينا من العلم إلا قليلا نسأله سبحانه الزيادة …

والسلام على حجة الله في أرضه ورحمة اللـــه وبركاته .

والسلام على المؤمنين والمؤمنات ورحمة الله وبركاته .( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) (آل عمران 7-8)
اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التيه أو الطريق الى الله Empty رد: التيه أو الطريق الى الله

مُساهمة من طرف اصطخر الأربعاء 9 أبريل 2008 - 2:13

بسم الله الرحمن الرحيم

( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (التوبة:112)


المذنب المقصـر
احمـد
1420 هـ. ق





اصطخر
اصطخر
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 78
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى