الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ان شريعتنا الاسلامية هي الشريعة السمحاء وديننا الاسلامي هو دين السماحة وكما هو معلوم فان هذا الدين يتمحور في جميع مفرداته والتزاماته حول معرفة وطاعة ولي الله وخليفته في ارضه وهذه القضية مسلم بها ولاينكرها الا مكابر او معاند وحيث ان معرفة ولي الله وطاعته هى مسالة واجبة علي جميع الناس فكيف يمكن التوفيق بين هذه المسالة اي مسالة وجوب الطاعة لولي الله على جميع الناس ومسالة تفاوت الناس الفكري والعقلي والتحصيلي اي بعبارة اخرى هل تتماشى قضية تفاوت الناس الفكري والعقلي والثقافي مع وجوب معرفة ولي الله وطاعته والامتثال لاوامره ثم هل يتماشي هذا بمجمله مع سماحة الدين الاسلامي وسماحة شريعته المقدسة التي جاء بها نبينا الاكرم محمد ص؟
وهذه الاستفهامات تقود بمجموعها الي استفهام اوضح واعم تتناوله الساحة الشيعية في الوقت الراهن وهذا الاستفهام هو كما يلي
كيف يمكن لدعوة السيد احمد الحسن ع ان تطالب الناس جميعا بالامتثال لها وتاييدها في حين ان اغلب الناس هم ليسوا من اهل الاختصاص كما ان اغلب هؤلاء الناس ياخذون تكاليفهم من مراجع الدين اي بعبارة اخرى ان عامة الناس هم غير قادرين علي تمييز هذه الدعوة ومعرفة صحتها واحقيتها من عدمه ولذلك فهم ملزمون بالرجوع الى اهل الاختصاص لمعرفة هذه الدعوة وتمييزها
وقبل الشروع بالاجابة علي هذه التساؤلات لا بد من استحضار بعض المسلمات والتي هي محل وفاق عند الجميع
اولا عدم جواز التقليد بالعقائد وبما ان القضية التي جاء بها السيد احمد الحسن ع هي قضية عقيدة فهي اذا لا يجوز فيها التقليد
ثانيا نحن نؤمن جميعا بوجوب معرفة ولي الله وطاعته وهذا الوجوب قد شرعه الباري عز وجل اذا فهذه المسالة يجب ان تكون محل تسليم وليس محل نقاش
ثالثا بما ان الله سبحانه هو خالق الخلق وحكمته هي التي اقتضت هذا التفاوت بين الخلق وهو سبحانه لا يكلف نفسا الا وسعها اذا لا بد ان تكون مسالة معرفة حجة الله وطاعته في وسع الجميع وضمن امكانياتهم وقابلياتهم
والان وبعد استحضار هذه الاسس الثلاثه المسلم بها تصبح الاجابة على التساؤلات الانفة الذكر سهلة ويسيره وتكون الاجابة اسهل وايسر اذا مااستحضرنا الحقائق التاريخية المتمثلة بدعوات الاولياء على مر العصور وكيف ان البسطاء من الناس هم من سبق غيرهم بتصديق دعوات الاولياء تلك بينما نجد ان من يدعون انهم اهل الاختصاص هم من حارب دعوات اولياء الله وكذبوها ووقفوا بوجهها وعندئذ سوف لن يبقى لهذا التساؤل اية اهمية تذكر وبهذا فان جميع الناس سواءا كانوا من اهل الاختصاص او من غيرهم هم مؤهلون لمعرفة حجة الله
لاسيما اذا ما لاحظنا ان الادلة المطروحة على صدق هذه الدعوة المباركة كثيرة ومتنوعة وهي بتنوعها وكثرتها قادرة على استيعاب جميع الناس علي اختلاف امكانياتهم وقابلياتهم ولعمري ان الانسان المنصف ليجد في قليل من كثير هذه الادلة ما يكفيه لمعرفة الحق اما اذا كان معاندا او كان ممن حكموا على هذه الدعوة المباركة سلفا طبقا لراي فلان وفلان فعندئذ وكما يقول سيدي ومولاي السيد احمد الحسن ع لا يكفيه الكافي
اللهم لا تجعلني من خصماء ال محمد عليهم السلام ولاتجعلني من اعداء ال محمد عليهم السلام ولاتجعلني من اهل الحنق والغيظ علي ال محمد عليهم السلام فاني اعوذ بك من ذلك فاعذني واستجير بك فاجرني اللهم صل على محمد وال محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والاخرة ومن المقربين امين رب العالمين